تعيش بلدية المنصورية هذه الأيام، على إيقاع ساخن نتيجة التهميش الذي تعرفه المنطقة و خاصة في مجال توفير النقل العمومي. فقد انتفض مؤخرا العشرات من سكان دواوير المنصورية في مسيرة احتجاجية كبيرة ضد أزمة النقل التي استمرت لمدة طويلة دون أن يكلف المسؤولون أنفسهم عناء التدخل لرفع الضرر عن الساكنة. المسيرة الاحتجاجية المنظمة من طرف بعض الجمعيات انطلقت ( يوم الأحد 25 مايو ) من دوار سوجيطا في اتجاه مقر بلدية المنصورية، قاطعة مسافة تزيد عن 3 كيلومترات، وشارك فيها الرجال و النساء إلى جانب الأطفال، حاملين صور جلالة الملك و الأعلام الوطنية و اللافتات ، و رفعوا خلالها شعارات تندد بالإهمال و التهميش الذي تعرفه المنطقة، مطالبين المسؤولين بالتدخل لرفع الحيف عنهم خاصة مشكل النقل العمومي الذي خلق متاعب و معاناة كبيرة لساكنة المنطقة. و انتهت المسيرة بتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر بلدية المنصورية، و عرفت حضور السلطات المحلية و الأمنية التي كانت تراقب الوضع. و تأتي هذه المسيرة الاحتجاجية ، حسب تصريحات بعض المحتجين ل«الاتحاد الاشتراكي» إثر الأزمة الخانقة التي أصبحت تعيشها المنطقة في مجال النقل العمومي، خصوصا في اتجاه مدينة المحمدية، حيث كان للقرار المتخذ سابقا من طرف سلطات هذه الأخيرة و القاضي بمنع دخول حافلات شركة «النقل الممتاز» التي تستفيد من الخطوط المتواجدة بإقليم بنسليمان إلى وسط مدينة الزهور و إجبارها على التوقف عند مشارف مدينة المحمدية و بالضبط أمام كلية الحقوق، كان له أثر و انعكاس كبير على تنقل المواطنين من المنصورية إلى المحمدية، خصوصا الطلبة الذين يتابعون دراساتهم بالمعاهد و الكليات حيث أصبح يجد هؤلاء صعوبة في التنقل و الوصول في الوقت المحدد إلى مؤسسات التكوين و التعليم و قد تسبب هذا الوضع في انقطاع بعضهم عن الدراسة! نفس الشيء حصل للمواطنين الذين توجد مقرات عملهم بالمحمدية و الذين خلقت لهم أزمة النقل مشاكل و محنا عديدة. ناهيك عن معاناة من يتوجهون للتطبيب و العلاج و كذا قضاء الأغراض و المآرب بمدينة الزهور و الدارالبيضاء. مشكل النقل حسب نفس المصادر ، استفحل و تضاعف مؤخرا بشكل كبيرا، فقد استغل أصحاب سيارات الأجرة عدم دخول حافلات النقل المشار إليها إلى وسط المحمدية ليعمدوا إلى الزيادة في ثمن النقل حيث انتقل من 5 دراهم إلى 7 دراهم. علما بأن منطقة المنصورية محاذية لمدينة الزهور و لا تبعد آخر نقطة في المنصورية سوى ببضع كيلومترات عن المحمدية. كما أن أصحاب الطاكسيات لا يستعملون الخطوط في اتجاه هذه الأخيرة رغم أن الانطلاقة تتم حسب ما هو مرخص لها من منطقة المنصورية. استمرار أزمة النقل يقابله حسب المحتجين التجاهل و اللامبالاة من طرف المسؤولين، و هو ما ينذر بالمزيد من التصعيد و الاحتجاج، إذ يعتزم السكان وفق ما أفادت به بعض المصادر «الاتحاد الاشتراكي»، تنظيم حركات احتجاجية واسعة في حالة لم يستجب المسؤولون لمطالبهم. فإلى متى تستمر أزمة النقل قائمة بالمنصورية؟