كما كان منتظرا منذ الدخول المدرسي والجامعي الجاري، فقد تجمهر سكان دوار بني مكزاز، أكبر تجمع سكاني ببلدية المنصورية التابعة لتراب إقليم ابن سليمان، صباح الأحد المنصرم، بواجهة الدوار، مطالبين بتدخل مسؤولي العمالة من أجل وضع حد للنقل العشوائي بالمنطقة، الذي يحد من تنقلاتهم اليومية في اتجاه مدينة المحمدية، حيث الملجأ الوحيد لهم من أجل التبضع والتطبيب والعمل والدراسة. وشارك في الوقفة (العفوية) التي جاءت كغضبة للساكنة وكادت تنتهي بمسيرة في اتجاه عمالة ابن سليمان على بعد 30 كلم، نساء ورجال وشباب وأطفال قرويون همهم الوحيد هو فك العزلة عنهم، وتمكينهم من وسائل نقل مريحة وبأثمنة في مستوى مداخيلهم الهزيلة، وإصلاح الطريق المحفرة التي تربطهم بالطريق الشاطئية (المحمدية/ بوزنيقة). وأكد المتضررون في تصريحات متفرقة ل«المساء» أن الوضع ازداد تأزما بسبب تعنت سائقي التاكسيات الذين يدخلون، يوميا، في صراعات في ما بينهم مستعملين أسلوب (الكالة) الذي يمنع بموجبه سائقو التاكسيات زملاءهم الوافدين من مدينة المحمدية، في خرق واضح للقانون. حيث يقوم أحد السائقين بمنع عمل سائقي التاكسيات الزرقاء على حساب الرمادية أو العكس بتراب بلدية المنصورية، أمام صمت وتواطؤ السلطات الإقليمية والدرك الملكي، ومحاولة بعضهم الرفع دون وجه حق من ثمن التنقل، مستغلين ندرتهم، في ظل غياب حافلات النقل. يأتي هذا في الوقت الذي لازال مسؤولو العمالة عاجزين عن تدبير قطاع النقل بالإقليم. وكاد التجمهر الغفير للمتضررين وصرخاتهم القوية ضد المسؤولين وسائقي التاكسيات، أن تتسبب في اصطدامات وعراك بين عدة أطراف لولا تدخل السلطات المحلية. وظل الغاضبون يرددون شعارات مطالبة بتسوية ملفهم لأزيد من ثلاث ساعات. مما شل حركة السير بالمنطقة، وحال دون تمكين الأسر من العودة من السوق الأسبوعي (أحد اللويزية) بضواحي المحمدية، بعد أن توقف نشاط مجموعة من السائقين وحافلات النقل الحضري. وقد سبقت (غضبة) الساكنة، أشكال عديدة من الاحتجاجات والعرائض والشكايات التي رفعت إلى كل المسؤولين عن قطاع النقل. وكاد التجمهر أن يتحول إلى مسيرة في اتجاه عمالة ابن سليمان، لولا تدخل عناصر من السلطات المحلية الذين وعدوا الساكنة بالإسراع في العمل على تسوية مشاكلهم في أقرب الآجال.