تجمهر بعض القرويين من سكان دوار المناصرة في الجماعة القروية «مليلة»، صباح أول أمس الثلاثاء أمام باب مقر عمالة ابن سليمان، مطالبين بتدخل عامل الإقليم من أجل انتشالهم من العزلة والفقر الذي نتج عنه تدهور وضعهم الصحي والاجتماعي وتعرض مصير أطفالهم التعليمي للضياع. وجاء على لسان ممثلين عنهم، في تصريحات متفرقة ل»المساء» أن المنطقة تعرف حصارا بسبب انعدام المسالك وبعدها عن المراكز الصحية وتدهور البنية التحتية للمدرسة الوحيدة في المنطقة، والتي أُغلِقت خلال الموسم الدراسي المنصرم لفترة زادت عن أربعة أشهر، بعد أن غمرتها المياه والسيول، وأغلقت كل السالك المؤدية إليها. وأكد ممثلو السكان أن أبناءهم وبناتهم شبه أميين رغم ولوجهم المدرسة، بسبب انعدام الاستقرار الدراسي. وطالب القرويون، في رسائل مختلفة تم بعثها إلى رئيس الجماعة القروية المعنية وقائد قيادة «مليلة» وعامل الإقليم، بضرورة استفادتهم كباقي المناطق القروية من الماء الشروب والكهرباء، وترميم الطريق الوحيدة الرابطة بين قريتهم وبين السوق الأسبوعي، وكذا بالتدخل من أجل إصلاح مدرسة «سيدي شعري»، التي لم تعد صالحة للدراسة، وأصبح من الصعب على التلاميذ والمدرسين ولوجها أيام فصل الشتاء، وكذا خلال ارتفاع درجة الحرارة. كما طالبوا بإيجاد حلول لمرضاهم ونسائهم الحوامل، اللواتي يعانين من صعوبة التنقل وندرة المواصلات. وتساءلوا عن سبب استمرار الحصار المضروب على منازلهم والتهميش الذي جعلهم محرومين من أدنى الخدمات الاجتماعية والصحية، رغم الرسائل والشكايات التي وجهوها إلى المسؤولين محليا، والتي يوضحون فيها العذاب اليومي الذي يعيشونه، وعن سبب تمكين مناطق أخرى في نفس الجماعة بخدمات في المستوى ومسالك وطرق، رغم قلة الأسر مقارنة مع قريتهم. وفي الوقت الذي تعذر الاتصال برئيس الجماعة القروية «مليلة» لمعرفة ما إذا كانت هناك مشاريع أو إصلاحات مرتقبة في المنطقة، قال محمد المختار الليلي، النائب الإقليمي الجديد للتعليم في ابن سليمان، إنه توصل بشكاية المتضررين في المنطقة، وإنه سيعد برنامجا لدعم الأطفال القرويين في تلك المنطقة، من أجل جعلهم يستدركون ما فاتهم من دروس خلال الموسم الماضي، كما أكد أن مدرسة «المناصرة»، ستكون أول فرعية مدرسية سيزورها قبل افتتاح الموسم الدراسي المقبل، من أجل الوقوف على كل حاجياتها، وأنه سيبحث امكانية جلب الماء الشروب إليها وتقوية بنيانها.