لا حديث هذه الأيام للطلبة الجامعيين المنحدرين من إقليم بنسليمان إلا عن شبح التنقل لمتابعة الدراسة الجامعية، الذي بدأ يخيم من جديد مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي على المئات من الطلبة الجامعيين الذين يتابعون دراساتهم بالمعاهد و الكليات المتواجدة بمدينة المحمدية، و كذا عن معاناتهم مع أزمة النقل العمومي التي طالت كثيرا دون أن تجد طريقها إلى الحل. علما بأن هذا المشكل مطروح منذ ما يزيد عن سنة إثر القرار الصادر بتاريخ 18 يونيو 2013 عن كل من عامل إقليمالمحمدية آنذاك و رئيس مجلسها البلدي و القاضي بمنع حافلات النقل العمومي « النقل الممتاز» القادمة من إقليم بنسليمان من الدخول وسط مدينة الزهور و إرغامها على التوقف عند كلية العلوم القانونية و الاقتصادية بالمحمدية، مما خلق محنا و متاعب كبيرة للمواطنين و الطلبة الذين يتنقلون يوميا إلى مدينة المحمدية و الذين أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقرا ت العمل بالنسبة للموظفين و المستخدمين و كذا إلى مراكز و معاهد التكوين و التربية بالنسبة للطلبة و التلاميذ، و ذلك بسبب أزمة النقل الخانقة التي انتصبت أمامهم دون سابق إعلام. و هي وضعية استغلها أصحاب الطاكسيات لإثقال كاهل مستعملي الخطوط المشار إليها بالزيادة في ثمن النقل. علما بأن الطلبة الجامعيين هم من كانوا وراء إحداث خطوط النقل العمومي عبر الحافلات ما بين بلديات إقليم بنسليمان و مدينة الزهور منذ حوالي 13 سنة، حيث كانت الحافلات المستعملة لتلك الخطوط تستغل أيضا الخطوط المتواجدة وسط مدينة الزهور، الشيء الذي كان يسهل عملية التنقل و الوصول إلى الأهداف المنشودة. مشكل النقل العمومي دفع بالمتضررين القاطنين ببنسليمان و النواحي إلى تنظيم عدة مسيرات و وقفات احتجاجية بكل من مدينة بنسليمان و بلدية المنصورية للفت انتباه المسؤولين إلى المعاناة اليومية التي أصبحت تواجههم جراء القرار المشار إليه و الذي اتخذ دون مراعاة لمشاعر و حقوق المواطنين و الطلبة في التنقل لقضاء أغراضهم و متابعة دراساتهم بشكل يضمن راحتهم و سلامتهم. كما أن بعض جمعيات المجتمع المدني بادرت في هذا الإطار إلى توجيه مراسلات و شكايات في الموضوع إلى كل من رئيس الحكومة و ووزير الداخلية قصد التدخل لإيجاد حل لهذا المشكل، حيث علمت «الاتحاد الاشتراكي» خلال إحدى دورات المجلس الإقليمي لبنسليمان و على لسان المسؤولين به ،أن ملف النقل العمومي تمت مناقشته من طرف وزارة الداخلية. لكن لحد الآن ليست هناك بوادر تلوح في الأفق تبين أن أزمة النقل التي يعاني منها الطلبة الجامعيون المنحدرون من إقليم بنسليمان، ستعرف طريقها إلى الحل. مما يعني أن المعاناة ستستمر و أن مسيرات الاحتجاج من طرف المتضررين ستتواصل إلى حين إيجاد حل لمشكل النقل العمومي في اتجاه مدينة المحمدية.