اختتمت يوم السبت 31 أكتوبر 2015 فعاليات الدورة 12 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية للصويرة المنظم من طرف جمعية الصويرة موكادور التي كسبت رهان ضمان استمرارية المشروع الثقافي والإنساني للمهرجان بالموازاة مع تجديد وتشبيب دماء الموسيقى الأندلسية ومعها الأسماء والأصوات الفنية التي أضفت على مساحات المهرجان مسحة جمالية وإبداعية زادتها تفردا لحظات التناغم والتمازج والتثاقف الجميل بين مختلف الألوان والمدارس الموسيقية مجسدة بذلك قيمة أساسية يرتكز عليها المشروع الإنساني للمهرجان وهي قيمة التعايش. استدعى المهرجان سؤال الثقافة ودورها في خلخلة البنيات الذهنية وتعزيز فرص التقاسم والتعايش في إطار الصباحيات الفكرية التي عرفت تقديم ومناقشة الشريط القصير " يالحمامة" لعازف البيانو اميت حاي كوهن، ثم شريط " عايدة " للمخرج إدريس لمريني الذي استعاد التاريخ الطويل والمتفرد للعلاقة اليهودية - الإسلامية. الافتتاح كان صاخبا مع المدرسة الجديدة للفلامينكو بسيفيا ممثلة بمجموعة " لاكومبانيا دي دانزا فلامينكو" الشابة ترافقها الراقصة انابيل فيلوصو والمغني خوان دي ميرينا . ليرتفع إيقاع الأمسية الافتتاحية بعد ذلك اثر لحظة التمازج الجميلة بين مجموعة مدارس موسيقية تمتح من الثقافتين اليهودية والإسلامية ممثلة بجوزيف ودانييل افرياط وجاكوب توردجمان ثم حسام كينيا ابن المرحوم المعلم محمود ، فعبد الحق كعب المغني الصويري ثم الفنان عبد الرحيم الصويري بصوته السخي القوي. عبد الحق كعب،بنجامان بوزاكلو، اوركسترا رشيد اوشاهد والإخوة العبدلاوي، نبيلة معان ،زينب افيلال، سناء مراحاتي أصوات صدحت بالتراث الموسيقي اليهودي- الإسلامي طيلة أيام المهرجان يرافقها اوركسترا شاب الأندلس بقيادة محمد أمين الدبي. كما انخرط جمهور المهرجان في لحظات تأمل عميقة على صوت عبد الحق كعب الذي استعاد ريبيرتوارا صوفيا جميلا ترافقه عازفة الكريستال باشيت كارين هيلبيرت. المهرجان أفرد من جديد مساحة خاصة للغناء الصوفي وللزوايا الصويرية من خلال استضافة الزاويتين العيساوية والحراقية. بالموازاة مع فعاليات المهرجان افتتحت مندوبية وزارة الثقافة بالصويرة يوم الجمعة 30 أكتوبر 2015 معرضا فنيا يستعيد تاريخ اللباس المغربي للفنانة كلودين مستاري بمتحف سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة. نقطة ضوء أخرى كرستها الدورة 12 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية إلا أنها بعيدة عن منطقة الضوء وان كانت صانعتها. حيث تمكن فريق عمل بكفاءات محلية من كسب رهان تحدي ضمان استمرارية المهرجان وفق شروط تقنية، لوجيستية، إدارية وفنية احترافية عكست بشكل واضح التراكم الكبير الذي حققه شباب المدينة بما يكفل ضمانات استمرار هذا النوع من المشاريع الثقافية .