يسود تذمر كبير داخل أوساط الشغيلة التعليمية جراء الاعتداءات المتكررة التي أصبح يتعرض لها رجال ونساء التعليم داخل حرمة المؤسسات التربوية وأثناء مزاولة أعمالهم بالأقسام وكذا عند أبواب المدارس بعد مغادرتهم لمقرات عملهم . وشهدت بداية الموسم الدراسي الحالي أكبر وأعلى نسبة من حيث السلوكات العدوانية التي استهدفت الفاعلين التربويين وكان ضحيتها العديد من الأستاذات والأساتذة، سواء منها اللفظية أو الجسدية والتي كان أبطالها إما التلاميذ أو أولياء أمورهم. وفي هذا الصدد، فقد تعرض مدير مجموعة مدارس الفداء التابعة لنيابة التعليم ببنسليمان لاعتداء شنيع داخل المؤسسة بعد محاصرته من طرف مجموعة من الآباء وسكان الدوار الذين أشبعوه وابلا من السب والشتم أمام أبنائه وتلاميذ المؤسسة وكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه لولا الألطاف الربانية وانتهت بعقد لقاء مع السلطات المحلية وبحضور مصالح نيابة التعليم. وحسب بعض المصادر فإن سبب المشكل هو مطالبة المدير بحل بعض المشاكل البنيوية التي يعاني منها قطاع التعليم والتي تعتبر فوق طاقته كالضم والاكتظاظ وهي قضايا يصعب على المسؤول التربوي حلها نتيجة الخصاص المهول الذي تعرفه منظومة التربية والتكوين. نفس الشيء وقع بمدرسة الجولان حيث تهجم أحد الآباء على مديرة المؤسسة بمقر عملها وكال لها كل أنواع الإهانة و السب والشتم لتتطور الأمور إلى تقديم شكاية لدى السلطات الأمنية والقضائية بعد أن قامت المعنية بتقديم مراسلات في الموضوع إلى مصالح النيابة. هذه الممارسات العدوانية تجاه رجال ونساء التعليم طالت مؤخرا أستاذة لمادة الإنجليزية بثانوية الشريف الإدريسي إثر تعرضها للسب والاستفزاز من طرف احد التلاميذ، قامت خلالها المتضررة بالاتصال بالأمن الوطني لتأديب المعني وانتهت باعتذار التلميذ وتنازل الأستاذة. نفس الشيء حصل بإعدادية فضالات، فحسب مصادر من عين المكان، فإن إحدى الأستاذات أصبحت عرضة للمضايقات اليومية من طرف بعض الشبان الذين أصبحوا يتربصون بها، ويقومون باعتراض سبيلها، متخذين بعض الأماكن المحيطة بالمؤسسة التربوية كملجأ للقيام بسلوكاتهم الاستفزازية. تم على إثر ذلك ربط الاتصال بمصالح الدرك الملكي قصد تأمين حياتها. كما هاجم أحد الآباء مؤخرا إعدادية ابن تاشفين وهو في حالة هستيرية كبيرة، وانهال على أستاذة بوابل من الشتم والسب وبألفاظ يندى لها الجبين أمام أنظار التلاميذ والأساتذة دون سبب يذكر، علما بأن المعتدي لا تربطه بالمتضررة أية علاقة و ليس له أي ولد يدرس بالقسم الذي أسند للأستاذة، فما كان من هذه الأخيرة إلا الاتصال بالأمن الوطني حيث تم تحرير محضر في الموضوع. الاعتداءات المتكررة التي طالت نساء ورجال التعليم بالإقليم، دفعت بالنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى التطرق إلى هذا الموضوع خلال انعقاد مجلسها الإقليمي يوم الأحد 25 أكتوبر الماضي بمقر دار الثقافة ببنسليمان حيث أصدرت بيانا في هذا الشأن تستنكر فيه وتندد بالهجمة التي أصبح رجال ونساء التعليم عرضة لها، معلنة تضامنها المطلق مع المتضررين والمتضررات من هذه السلوكات العدوانية ،مطالبة في نفس الوقت الجهات المسؤولة والمعنية، بالتدخل لحماية حرمة المؤسسات التربوية وكرامة العاملين فيها. كما سبق لجمعية المديرين ببنسليمان أن أصدرت بيانا في الموضوع استنكرت فيه تعرض مدير ومديرة للإهانة ولاعتداءات داخل المدرستين اللتين يديران شؤونها. وطالبت من خلاله بضرورة حماية رؤساء المؤسسات التعليمية من كل التعسفات والممارسات العدوانية التي تمس كرامة هيأة الإدارة التربوية.