في أول عملية للتبرع من نوعها بالمغرب بهذا الحجم و الدقة، تمكنت فتاة تبلغ 13 سنة كانت ضحية لحادثة سير من إنقاذ حياة خمسة أشخاص بمدينتي مراكشوالدارالبيضاء. فبعد موافقة أسرتها على عملية التبرع ، أشرف فريق طبي متخصص على انجاز مجموعة عمليات لإنقاذ مجموعة من المرضى طيلة يومي الثلاثاء 13و الأربعاء 14 أكتوبر بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش. عمليات زرع الأعضاء جاءت في وقت قياسي حيث عمل الطاقم الطبي المغربي على نقل قلب الفتاة الى طفل آخر عمره 12 سنة، فيما تم نقل قرنية الى شخص خمسيني و كلية الى شابة إضافة الى نقل كبد الفتاة الى شاب يبلغ عشرين سنة بتعاون مباشر مع طبيب فرنسي مختص. وفي إطار تدعيمها للطابع التضامني مع باقي مستشفيات المملكة أرسلت الكلية الثانية للفتاة الى الدارالبيضاء بواسطة سيارة إسعاف خصصت لهذا الغرض ووفق المعايير الصحية قصد زرعها لفائدة مريض سيستفيد منها يبلغ من العمر 28 سنة. وفي اتصال للاتحاد الاشتراكي بالبروفسور هشام نجمي المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش حول هذه العملية النوعية بالمغرب، أكد أن عملية زرع الأعضاء هذه تعد الأولى بمراكش و الثانية من نوعها بالمغرب وأن الأعضاء المتبرع بها من الفتاة جاءت بعد موافقة أسرتها المراكشية جراء حادثة سير وحصول موت دماغي للطفلة الضحية. البروفسور هشام نجمي أضاف أن المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس عمل منذ 2010 على المساهمة في عمليات نوعية ودقيقة جدا فيما أضحت عمليات زرع القرنية و الكلى عمليات عادية. وفي سؤال للجريدة عن معدل التبرع المخصص لمثل هذه العمليات أكد البروفسور هشام نجمي على ضرورة تعزيز الجهود و تدعيم ثقافة التبرع بالأعضاء لدى جميع الشرائح الاجتماعية بغية انقاد أرواح مرضى هم في أمس الحاجة إليها، كما ركز على أن المستشفى الجامعي بمراكش يدعم هذه المبادرات ويوفر كامل الوسائل لإنجاحها و ذلك استثمارا لمنهجيته المنفتحة على الجميع وتكريسا لنجاح عمليات دقيقة انفرد المركز الاستشفائي بها وطنيا وقاريا.