وقع كرنفال بيلماون المنظم لهذه السنة في نسخته الرابعة بكل من مدينتي إنزكَان و الدشيرة الجهادية على حلة جديدة وجذابة سواء من ناحية التنظيم أو الاستعراض التنكري أو المتابعة مما جعله يرقى إلى مستوى الكرنافلات التنكرية العالمية الكبرى. وقد تميزت النسخة الرابعة من هذا الكرنفال المنظم يوم السبت العاشر من شهر أكتوبر الجاري، بمشاركة أزيد من 3000 مشارك ومشاركة من مختلف الأعمار جابوا شوارع المدينتين بداية من شارع محمد الخامس بإنزكَان ووصولا إلى نقطة النهاية بوسط مدينة الدشيرة الجهادية بعد أن قطع المشاركون في هذا الكرنفال الضخم عدة كليومترات مستعرضين لوحات فنية جذابة. وحملت هذه النسخة أيضا صورا إبداعية وأشكالا هزلية وتنكرية تم التجديد فيها بإتقان سواء من ناحية الصنع كصنع مخزن إيكودار الذي يدل على تراث ثقافي واجتماعي جبلي بمنطقة سوس أو من ناحية ارتداء الجلود أو الألبسة العسكرية، أو الأقنعة التنكرية المختلفة أو من خلال تقديم رقصات مثيرة ومضحكة أو قرع الطبول أو تقديم إشارات إيمائية ذات حمولة دلالية على المستوى الاجتماعي والسياسي والثقافي. ويبقى أهم ما طبع كرنفال إنزكَان والدشيرة الجهادية " بوجلود" هذه السنة هو مشاركة فرق كرنفالية أجنبية من دول مختلفة كدول البرزايل وروسيا وألمانيا والسنيغال المعروفة باستعراضاتها التنكرية.. ، بحيث استمتع الجمهور الذي حج بكثرة من كل المناطق، من عمالتي أكادير إداوتنان، وإنزكان آيت ملول، ومدن اولاد تايمة وتارودانت وتزنيت، يقدر بمئات الآلاف من السكان اصطفوا على جنبات الطرق بهذه المشاهد التنكرية المختلفة الأشكال والثقافات والحاملة لعدة رسائل صريحة ومشفرة، حيث لم يتمكن الكثيرون من متابعة الاستعراض الاحتفالي التنكري بكل يسر، بالنظر للعدد الغفير من المتفرجين في الطرق التي احتضنت شبانا ابدعوا في تقمص شخصية "بيلماون" (بوجلود). منهم من غطى جسده بالكامل بجلد المعز، ومنهم من زاوج بين جلد الماعز ذي الشعر الطويل وجلد الخروف. ومن المشاركين كذلك من وضع قرنين فوق رأسه، ومن فضل وضع "باروكة" غريبة الشكل لإثارة انتباه المتتبعين. كان البهلوانيون، بدورهم، حاضرون بكثرة في الكرنفال، حيث ارتدوا أشكالا مختلفة من الملابس. ووضعوا على وجوههم أصنافا مختلفة من الأصباغ التي حولت الاستعراضيين إلى "مشاهير"، كان يتسارع الأطفال لالتقاط صور بصحبتهم، كما وضع مشاركون فيلا الكرنفال أقنعة على شكل جماجم تثير الخوف في نفوس البعض، كما حملوا في أيديهم أسلحة بيضاء مختلفة الأشكال، متقمصين بذلك شخصيات قطاع الطرق في فترات زمنية غابرة، في حين حمل مشاركون آخرون في الاستعراض حقيبة الإسعافات الأولية، وارتدوا وزرات الأطباء والممرضين. كما تقمصوا شخصية "الأب نويل"، وشخصية المكسيكي الذي يضع على رأسه "السومبريرو"، والخليجي المتميز بالكوفية والعقال، والمصري القديم الذي أبدع الحضارة الفرعونية.. والمجسمات الكبيرة كانت بدورها حاضرة في كرنفال "بيلماون بودماون" في دورته الرابعة التي أسدل الستار على فعالياتها يوم الأحد، حيث اجتهد المشاركون في صنع مجسمات للمخازن الجماعية "إكودار" و"الخلالات" (تازرزيت) المميزة لمنطقة سوس ماسة. كما أبدعوا في صنع مجسمات لقاذفات الصواريخ والمصفحات، ومختلف أصناف الاسلحة الأوتوماتيكية الخشبة.