شكل انتصار المنتخب المغربي، وعشاب هوارة إحدى لمسات بيلماون لهذه السنة، فقد انتهت حفلات بيلماون أو بوجلود يوم السبت الأخير، باستعراض لمختلف أشكال التقنع، شارك فيها حوالي 1200 عارض من الدشيرة وإنزكان و أيت ملول، وتابعها أزيد من 120 ألف متتبع عبر شوارع مدينتي إنزكان والدشيرة. و خلال ليلة الأحد / الإثنين المنصرمين دارت أطوار سهرتين ختاميتين، الأولى بإنزكان والثانية بالدشيرة. وقد حجت إلى الكرنفال والسهرات الآلاف التي لا يستطيع حتى مهرجان تيمتار إخراجها. فالكرنفال الإقليمي المبادرة الأولى من نوعها من عامل إقليم إنزكان، بعدما ظلت الاحتفالات خلال سنوات سابقة تبقى محصورة على مستوى كل حي عل حدة. من المواضيع المستوحاة من الاستعراض من خلال المجسمات كأس إفريقيا، تمت الجولة بمجسم لكأس كبيرة يرقص الشبان حولها، وكلهم آمال أن يفوز المغرب بها بعدما خرجوا فرحين بالشوارع بعد الانتصار على الموزمبيق برباعية نظيفة. عشاب هوارة، كان حاضرا بدوره خلال ابتكار الشبان خلال هذه السنة لمؤخرات بارزة ارتدوها في الشوارع ورقصوا بها. المشهد اعتبر رجع الصدى للتفاعل الذي خلقته قضية عشاب هوارة على مستوى الإعلام المكتوب والإلكتروني كما على مستوى وسائط التواصل الاجتماعي. ابتكر شباب إنزكان والدشيرة ملابس ومجسمات تبرز مؤخرات نساء بالجلباب النسائي المغربي العريق والنقاب الشعبي المغربي الأصيل، آخرون ارتدوا ملابس عصرية وكشفوا من خلالها عن أرداف بارزة ومكتنزة زادها رقصهم إثارة، وتفاعلوا مع فرق كناوة التي تجسد عمق تقاليد بيلماون أو بوجلود حسب التسمية بمناطق أخرى. بيلماون عادات متجذرة، قبيل العيد بحوالي 45 يوما تشكل ورشات صنع الأزياء والأقنعة التنكرية داخل الأحياء بشكل مغلق وسري، كل حي في اليوم الثاني بعد عيد الأضحى يخرج للاحتفال في حدوده الترابية، كاشفا عن إبداعاته التنكرية وأقنعته المبتكرة المجسدة للسخرية والنقد في مختلف مناحي الحياة. وقد كشف مبدعو هذه السنة عن إبداعات كارطونية على شكل سيارات وطائرات، ومدرعات ودبابات وبذلات رسمية للجنود والأمن والدرك، في إشارة نقدية إلى ما عرفته دول الجوار وبعض البلدان فيما سمي بالربيع العربي. ” 1200 مشارك في الكرنفال بشكل تطوعي، و120 ألف متتبع عبر شوارع إنزكان والدشيرة شيء مبهر لم يكن منتظرا، خصوصا أن مبادرة السهر على كرنفال إقليمي جاءت متأخرة اختمرت في الأيام الأخيرة للعيد لدى عامل إقليم إنزكان بتنسيق بين 24 من جمعيات الأحياء” يؤكد لحسن بوكردي عن جمعية مهرجان بيلماون للتراث والتنمية، ويضيف ” إن مبادرة السيد العامل أعطت قوة للاحتفال، وبينت أصالة هذا الموروث، الذي بقي متجذرا في سوس، بدليل أن السلطات وقوات الأمن حاولت محاربته خلال السنوات السابقة بدعوى الإجرام الذي يقع في الأيام التي تلي العيد، وقد استعملت خلالها القوات العمومية لتطويق الأحياء، فكانت المواجهات والرمي بالحجارة داخل الأزقة والشوارع والاعتقالات “. وأضاف لحسن بوكردي أن سهر الجمعيات والسلطات الإقليمية والأمنية أساسي لتجنب بعض المظاهر المشينة. محمد الموخ نائب رئيس اللجنة الإقليمية لبيلماون بودماون، ونائب رئيس منظمة تماينوت فرع إنزكان يأمل أن يكون التأسيس لمهرجان على هدي مؤتمر ريو دي جانيرو بالبرازيل، مؤكدا أن 35 جمعية شارت في هذه الأشكال دون ذكر مبادرة أحياء غير مؤطرة جمعويا، رغم أن المبادرة متسرعة جاءت قبيل العيد، ولم تركز على الجانب الإعلامي، وذكر أن زوارا قدموا من مدن الرباط والبيضاء و مراكش لمتابعة الكرنفال و السهرات، و عبر عن أمله بأن يكون بيلماون المهرجان الحقيقي لأكادير الكبير خلال السنة المقبلة.