تعود عجلة الدوري الاحترافي للدوران بعد توقف دام أسبوعين، وهو توقف لم تستحسنه بعض الأطقم التقنية، لكنه شكل مناسبة أمام بعض الفرق التي انطلقت متعثرة لاستجماع الأنفاس، ورغم أن الدوري في بدايته، فإن الجولة الثالثة حبلى بالمفاجآت، على اعتبار أنها أفرزت مجموعة من المحطات الحارقة، وفي مقدمتها ديربي الشمال الذي سيجمع الوافد الجديد اتحاد طنجة والمغرب التطواني الذي دشن الموسم الجديد بهزيمتين متتاليتين، رافقتهما مجموعة من الاتهامات. ولعل تعرض الحمامة البيضاء لخسارة ثالثة توالياً سيقص من جناحيها. ويرمي بها داخل قفص الحسابات المبكرة. ديربي الشمال سيكون قبلة تحج إليها جماهير غفيرة، وما يراهن عليه المنظمون هو ارتقاء الروح الرياضية على رقعة الملعب وبالمدرجات. فماذا أعد كل من لوبيرا وبنشيخة لتقديم منتوج كروي يوازي قيمة الديربيات العالمية؟! رحلة فريق الرجاء البيضاوي إلى الشرق لمنازلة مولودية وجدة لن تكون سهلة رغم المعنويات العالية للعناصر الرجاوية عقب تأهلها لدور نصف نهاية كأس العرش. ومع ذلك، يتطلع لاعبو الرجاء لتحقيق أول انتصار ولو خارج الديار، لكن المدرب الجزائري أيت جودي الذي صنع فوزاً وحصد هزيمة يرغب في هزم فريق كبير، لأنه يعي جيداً أهمية الفوز في هذه المحطة على نفسية العناصر الوجدية. الوداد البيضاوي الذي دشن الموسم الجديد بانتصارين متتاليين، والذي يتوفر على أقوى هجوم (سبعة أهداف) سيكون في انتظار الدفاع الجديدي، وكله أمل في صنع الفوز الثالث على التوالي، وهو رهان ليس مستحيلاً، لكنه صعب للغاية أمام الفريق الدكالي الذي اعتاد أن يقدم منتوجاً كروياً راقياً بمركب محمد الخامس، هي مواجهة بين تجربة توشاك وطموح السلامي الذي يتوفر على حمولة تقنية هائلة استقاها من بعض المدارس الأوربية، وهذه مناسبة لوضع المؤهلات على محك التجربة، سيما وأن الاختبار أمام فريق من حجم الوداد يعتبر عسيراً. المدرب رشيد الطاوسي، وتحت ضغط الجماهير، والخروج من منافسات كأس العرش سيرحل إلى مراكش، وكله أمل في صنع أول فوز، لمصالحة الذات أولا، والتحرر من كل الضغوطات ثانياً، لكن المهمة ليست سهلة أمام فريق عودنا على جمع أكبر عدد من النقط خلال مرحلة الذهاب، تحسباً لمفاجآت الإياب. ولعل وجوده في الصف الثالث برصيد أربع نقط مؤشر على الانطلاقة الموفقة للمدرب الدميعي يعتمد على الصرامة التكتيكية والنهج الدفاعي. فريق الفتح الرباطي بتحقيقه لفوز وتعادل يكون قد أشر على انطلاقة موفقة، سيما وأنه يشكل أحد أضلاع المربع الذهبي لكأس العرش، ومع ذلك، فالمدرب وليد الرگراگي غير راض على عطاءات اللاعبين. لذلك فهو يتطلع لتأكيد الذات على حساب شباب الحسيمة، بمدربه التونسي كمال الزواغي الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه يحسن القراءات التكتيكية، ويرغب في تلميع صورة الفريق الريفي. ولعل التحدي الذي يركبه هذا المدرب وذاك سيجعل المباراة حارقة، ويغلب عليها الطابع التكتيكي الصرف. الفريق الوحيد الذي مازالت شباكه عذراء لم تتلق أي هدف، والأمر يتعلق بنهضة بركان، هذا الأخير سيحل ضيفاً على النادي القنيطري الذي خرج من منافسات كأس العرش مرفوع الرأس، والذي أبان لاعبوه عن إمكانات تقنية مهمة تنبىء بأن الكاك سيوقع على موسم استثنائي مخالف للمواسم السابقة. لذلك، فرهان المدرب إيعيش هو القبض على النقط الثالث. فريق حسنية أكادير بانتصارين متتاليين أمامه فرصة صنع الفوز الثالث على التوالي إن أحسن استثمار امتياز الاستقبال على حساب الجيش الملكي الذي يبحث عن تصحيح المسار ومصالحة الجماهير.