عرفت الجولة الثالثة من الدوري الاحترافي غزارة في الأهداف، حيث سجلت 23 هدفاً، سبعة منها في ديربي فاس، كما عرفت الدورة ثلاثة انتصارات خارج القواعد، ومواصلة المغرب التطواني ريادته واستئساده، فيما عجز بطل الموسم الماضي ووصيفه عن صنع أول فوز. ضرب المغرب التطواني بقوة، وعاد فوز ثمين من مركب الأمير مولاي عبد الله، وهو فوز يرسل من خلاله الفريق التطواني أولى الإشارات على أنه سيكون من أكبر المرشحين للظفر باللقب، خاصة وأن الفوز جاء على حساب الوصيف اليجش الملكي الذي مازال يبحث عن الإيقاع الملائم لإثبات ذاته. ولعل الانطلاقة غير المشرفة للعسكريين تطرح أكثر من علامة استفهام حول التدبير التقني للفريق. إن الأسلوب التكتيكي الذي ينهجه المدرب عزيز العامري، يجعل فريقه يفرز منتوجاً كروياً ممتعاً، ويقدم أداء تقنياً رائعاً.. فلا غرابة إذن أن يوقع الفريق التطواني ثلاثة انتصارات من ثلاث مباريات. فوز آخر سجل خارج الديار، وكان صانعه فريق حسنية أكادير الذي عرف كيف يحول ثلاث نقط لفائدته خلال اللقاء الذي جمعه بالوداد البيضاوي خلال مباراة كان بطلها التحكيم، وغاب عنها الجمهور، وأشرك فيها المدرب مصطفى مديح أربعة أجانب. هزيمة الوداد بعقر الدار تفتح باب الانتقادات، وتقوي من الاحتجاجات، وتطرح الكثير من التساؤلات، لكن تدارك الموقف مبكراً قد يعيد للفريق الأحمر هيبته وشموخه. فهل فكرت كل الفصائل الودادية في العدة المناسبة لتجاوز المرحلة. فريق الرجاء دشن الموسم بحضور باهت، حيث حصل على نقطتين من ثلاث مباريات ليتربع في الصف الحادي عشر، وهو الذي عانق لقب الموسم الماضي، ومقبل على المشاركة في بطولة العالم للأندية. ولعل الاكتفاء بالتعادل أمام النادي القنيطري الذي يعيش أزمات تقنية وإدارية مؤشر على أن المدرب امحمد فاخر مطالب بالبحث عن الوصفات التكتيكية لتصحيح المسار أداء ونتائجاً، سيما وأنه يتوفر على كل الظروف المادية والبشرية وحتى التحفيزية لرسم صورة أفضل. ديربي فاس الذي جمع الواف والماص عادت نتيجته لفائدة المغرب الفاسي بحصة أربعة أهداف لثلاثة، وهي حصيلة تترجم الاختيار التكتيكي المفتوح الذي نهجه كل من طارق السكتيوي وفتحي جمال، وهو الاختيار الذي أفرز مباراة مشوقة ومثيرة ارتقت من حيث الأداء إلى مستوى مباريات الديربي. فريق الدفاع الجديدي عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال ويصنع فوزاً عريضاً على حساب الوافد الجديد الكوكب المراكشي، وهو الفوز الأول للجديديين هذا الموسم، ويبدو أن المدرب الجزائري بنشيخة وقف على إمكانات لاعبيه، وشرع في توظيفهم بالشكل الذي يرفع من مردودهم التقني، ما يعني بأن الدورات المقبلة سيتحسن أداء الدكاليين نحو الأفضل. وفي المقابل، فإن عملا كبيراً ينتظر الإطار التقني هشام الدميعي لإيجاد الإيقاع المناسب لمسايرة ركب الكبار. مباراة نهضة بركان وأولمبيك خريبكة انتهت بلا غالب ولا مغلوب ورضي الطرفان باقتسام نقطتي المباراة، خصوصاً وأن الفريق الزائر كان سباقاً إلى توقيع التفوق، قبل أن يتدارك البركانيون الموقف ويعدلوا الكفة، لكنهم يعزون تواضعهم إلى استقبالهم بوجدة، وهي البرمجة التي لا تخدم مصالحهم. فريقان كان كل طرف يتطلع إلى صنع أول فوز على حساب الآخر، لكنهما اكتفيا بالتعادل، ويتعلق الأمر بشباب الحسيمة وأولمبيك آسفي، وهي نتيجة لم يرض بها الريفيون الذين دشنوا الموسم الجديد بحضور غير مشرف، وهم مطالبون بتصحيح المسار مبكراً تجنباً للدخول في مرحلة التشكيك، وتفادياً لحسابات آخر ساعة. إن أهم ملاحظة يمكن تسجيلها والوقوف عندها بعد مرور ثلاث دورات هي أن سبعة أندية مازالت بدون انتصار، ومن بينها فرق اعتادت التنافس على اللقب، ما يعني بأن دوري الموسم الجاري سيكون حارقاً خلال القادم من الدورات.