هيمن إصلاح نظام الهجرة، واتفاق فيينا حول الملف النووي الإيراني، والنزاع السوري والعلاقات مع روسيا على مداخلات المرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، الذين أشهروا كما كان متوقعا ورقة المزايدات التقليدية في هذه اللقاءات، والذين سعوا إلى الظهور كمحافظين أكثر من بعضهم البعض، وذلك في إطار المناظرة التلفزيونية الثانية المتعلقة بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. فخلال هذا النقاش الذي بثته مساءالأربعاء شبكة الأخبار الأمريكية (سي إن إن)، والذي احتضنته المكتبة الرئاسية رونالد ريغان بمنطقة سيمي فالي بكاليفورنيا، تنافس المرشحون الموجودون في مقدمة استطلاعات الرأي الخاصة بهذه الاستحقاقات. وقد فرض الوجهان الجديدان على الساحة السياسية، الملياردير دونالد ترامب والرئيسة السابقة لشركة هيوليت باكارد، كارلي فيورينا، نفسيهما بقوة خلال المناظرة، مقارنة مع باقي منافسيهما داخل الحزب الجمهوري. وتمكنت فيورينا، المرأة الوحيدة من بين المرشحين الجمهوريين لرئاسة الولاياتالمتحدة، من اختطاف الأضواء، إذ أبانت عن مؤهلات وكفاءة قوية ودراية كبيرة بالعديد من المواضيع، بدء من الاقتصاد إلى قضايا الأمن القومي. ومن جهته، ظل قطب العقارات، دونالد ترامب، الذي جاء في مقدمة استطلاعات الرأي، وفيا لأسلوبه المثير للجدل والمستفز لخصومه. وأجمع المرشحون، مرة أخرى، على إدانة الإصلاح الذي أجراه الرئيس باراك أوباما المتعلق بتقنين وضعية المهاجرين غير الشرعيين، رافضين بقوة أي مشروع «للعفو»، ومؤكدين على ضرورة تشديد المراقبة على الحدود مع المكسيك. وفي الوقت الذي دافع فيه جمهوريون من قبيل دونالد ترامب وحاكم نيوجيرسي، كريس كريستي، على طرد المهاجرين السريين وبناء جدار في الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، اصطف مرشحون آخرون كحاكم ولاية فلوريدا جيب بوش، والطبيب الجراح بين كارسون وحاكم أوهيو جون كاسيش في خانة المصلحين المعتدلين، داعين إلى التسوية التدريجية لوضعية المهاجرين غير القانونيين في مقابل فرض غرامة وشروط أخرى. وبخصوص اتفاق فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، تعهد سيناتور تكساس، تيد كروز، وسيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، وحاكم أركنساس، مايك هاكابي، باستعمال كل الوسائل المتاحة من أجل منع تفعيل الاتفاق الذي وقعته إيران ومجموعة (5 زائد 1)، محذرين من أن رفع العقوبات سيكون بمثابة هدية لطهران التي لا تنوي التخلي عن برنامجها النووي. واستأثر الحديث عن النزاع في سوريا وجهود محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» بحيز كبير في النقاش، إذ انتقد كل من مارك روبيو وكارلي فيورينا وحاكم ويسكونسن، سكوت والكر، قرارات البيت الأبيض، الذي رفض استخدام القوة المسلحة ضد نظام بشار الأسد، مما مهد الطريق بالتالي إلى تنامي قوة التنظيم المتطرف. غير أن كل المرشحين للانتخابات التمهيدية الجمهورية أجمعوا على أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل التهديد الرئيسي للمصالح الأمريكية بالمنطقة والعالم. وفي هذه المناظرة، كان سيناتور كنتاكي، بول راند، الوحيد الذي اعترض على التدخل في سوريا، مؤكدا أن أي تورط عسكري للولايات المتحدة في هذا البلد لن يؤدي إلا إلى تشجيع المتطرفين بدل القضاء عليهم. من جهتهم، انتقد بشدة كل من كارلي فيورينا وماركو روبيو وسكوت والكر الرئيس أوباما، معتبرين أن القائد العام «مرعوب» وهو ما يعرض البلد إلى مخاطر بسبب ضعف الحزم في مواجهة الموقف العدائي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يواصل تحدي المجموعة الدولية بتقديمه الدعم العسكري إلى النظام السوري. وقبيل انطلاق المناظرة، كانت المناظرة التلفزيونية الثانوية جمعت أربعة مرشحين آخرين، ويتعلق الامر بسيناتور بنسلفانيا السابق، ريك سانتوروم، وحاكم لويزيانا، بوبي جيندال، والحاكم السابق لنيويورك، جورج باطاكي، وسيناتور كارولينا الجنوبية، ليندساي غراهام. وقرر الحزب الجمهوري خوض 9 مناظرات إلى غاية فبراير المقبل، فيما سينظم الحزب الديموقراطي 6 مناظرات بين هيلاري كلينتون ومنافسيها خلال الخريف الحالي.