فاز مؤخرا فيلم " نصف السماء" للمخرج المغربي عبد القادر لقطع" بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان الإسكندرية السينمائي في صنف الأفلام الروائية الطويلة، وهو، حقيقة" فوز وتكريس للنتائج التي حصل عليها هذا الفيلم في العديد من المهرجانات الوطنية و الدولية في مختلف خانات التنافس من قبيل جائزة أحسن سيناريو بمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الأخيرة.. " نصف السماء هذا خرج في الأسابيع القليلة الماضية إلى القاعات السينمائية الوطنية ويحظي الآن بمتابعة جماهيرية جد محترمة باعتبار تفاصيل أحداثة التي تتناول، بطريقة جد مباشرة، جوانب مظلمة من حياتنا المعاصرة على المستوى الاجتماعي و السياسي وحتى الإنساني.. في هذا السياق كانت ل" الاتحاد الاشتراكي" لقاء جد قصير مع المخرج السينمائي عبد القادر لقطع، على هامش عرض خاص لفيلم " نصف السماء" بالمركب السينمائي " ميغاراما" بالدار البيضاء" أياما قبيل عرضه للعموم، تحدث خلاله عن توقعاته لاستقبال الفيلم من طرف الجمهور المغربي وعن انطباع الكاتب عبد اللطيف اللعبي عن الصيغة النهائية للفيلم، باعتباره مشاركا في كتابة السيناريو وأحد الأطراف الأساسية التي تحدث عنها " نصف السماء" إلى جانب زوجته جوسلين اللعبي.. وعن مشاريع سينمائية أخرى التي اعتبرها ستدخل في نفس التعبير السينمائي الذي سلكه منذ سنوات وتميز من خلاله إخراج أفلام لا شك أنها ستؤرخ لتاريخ سينمانا الوطنية لأجل الأجيال المقبلة. o يخرج فيلم " نصف السماء" للعموم حاليأ، كيف تتوقعون استقبال هذا الفيلم، ذو الخصوصية على مستوى العديد من الأصعدة، من طرف الجمهور؟ n أتمنى أن الجمهور أن يتعامل مع هذا الفيلم بنوع من الحنان، لأنه يتحدث عن مرحلة كانت مرة، لكنها غنية خصوصا على مستوى الأفكار، إنها في الحقيقة كانت مختبرا لأفكار لليسار الجديد.. لهذا أعتقد أنه بالنسبة لذاكرتنا ، نحن كمغاربة، و الذاكرة الوطنية عموما ضروري للجمهور أن يعرق ماذا وقع.. لكي يلاحظ ما هي سيرورة الأفكار رغم القمع الذي عانى منه المناضلون في ذلك الوقت، و من هذا المنطلق أرى أن هذه التراث الفكري لا زال يغني التفكير اليساري في المغرب. o ما هي الظروف السياقات الفنية و الاجتماعية و السياسية.. التي أفرزت هذا الفيلم؟ n صدور هذا الفيلم الآن ، هو بالتأكيد له علاقة، مثلا، بحركة عشرين فبراير، له علاقة بالأحداث التي عرفتها بعض الدول العربية، أو ما يسمى بالربيع العربي، بمعنى آخر ، وكأننا نقوم بعملية "فلاش باك"، لأنه انطلاقا من السبعينيات لاحظنا كيف أنتجت مجموعة من الأفكار اليسارية وكيف استطاعت أن تظل بيننا رغم القمع الذي جوبهت به ومن ثمة المناضلين.. فالنضال من أجل التغيير هو نضال مستمر قد تخلله مراحل معينه تكون لها قدرة كبيرة في هذا الإطار، قد تولد " انفجارا معينا، ومع ذلك أقول إن النضال مستمر بأفكار تكون مسايرة للتطورات التي يعرفها المجتمع. o عبد اللطيف اللعبي، بالتأكيد، يشكل ثقلا في هذا الفيلم، شارك في كتابة سيناريو هذا الفيلم، تحدث عن شخصيته، كعنصر رئيس الى جانب زوجته جوسلين.. كيف كان انطباعه بعد أن تابع صيغته نسخته النهائية؟ n انطباع عبد الطيف اللعبي بعد مشاهدة الفيلم كان انطباعا جيدا، لأنه قبل أن يصدر الفيلم للعموم شاهده، واعتبر أن الأفكار التي تم الاتفاق عليها عند كتابة السيناريو تم احترامها، وأن مجريات أحداث الفيلم تقيدت بالمرحلة المتطرق إليها تاريخيا، وبالتالي هذا الانطباع من اللعبي كان بعد أن تم الانتهاء من عمليات الميكساج و المونطاج .. وتابعنا " نصف السماء" في صيغته النهائية . وبخلاصة فهذا الانطباع، كما أشرت، كان لاحترامه للمرحلة و التاريخ أولا، وثانيا للقدرة الانفعالية التي أفرزها الفيلم، بمعنى أن هذا الأخير لم يقم بتصوير مرحلة تاريخية بطريقة جامدة، وإنما بطريقة حية تسمح للمتفرج لكي يتعامل مع الشخصيات ويواكب أحداث القصة من البداية إلى النهاية. o هل هناك مشاريع سينمائية مستقبلية، وفي أي خانة يمكن تصنيفها؟ n في الحقيقة لدى مجموعة مشاريع سينمائية حاليا، من ضمنها مشروع سينمائي ربما يتعامل مع السياسة في إطار معين مختلف عما قمت به في " نصف السماء"، هو مشروع لن استطيع أن أكشف كل أوراقه، ولكن أقول مع ذلك إنه تكملة لفيلمي هذا الذي يتابعه الناس في القاعات السينمائية الوطنية، ولكن سيكون من رؤية وطريقة أخرى، بل أوضح بمعالجة مغايرة كالتي تابعتم.. وهذا لا يعني انعدام الارتباط بين هذه الأعمال السينمائية التي قمت بها.