يعد هذا الفيلم، الذي كتب له السيناريو عبد القادر لقطع رفقة الكاتب والشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي، شبه سيرة ذاتية، مقتبسة من سيرة جوسلين اللعبي "رحيق الصبر"، التي تبرز محنتها طيلة فترة اعتقال زوجها. وقال عبد القادر لقطع "لست مؤرخا، أنا سينمائي اعتمدت على رواية شريكي في السيناريو، عبد اللطيف اللعبي، مع ما يقتضيه العمل السينمائي من خصوصية في بناء الحكاية وهندستها الدرامية". من جانبه، يقول الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي إن فكرة الفيلم من اقتراح صديقه السينمائي عبد القادر لقطع، الذي تربطه به صداقة قديمة تعود إلى نهاية الستينيات من القرن المنصرم، مشيرا إلى أن لقطع ساهم في تجربة مجلة "أنفاس" ببعض القصائد الشعرية التي كان يكتبها عندما كان يدرس السينما في بولونيا. تنطلق فكرة الفيلم، حسب اللعبي، من "La Liqueur d'aloès" (رحيق الصبر)، ففي هذا الكتاب تتناول جوسلين سيرتها الذاتية، منذ كانت تبلغ من العمر سبع سنوات، حينما غادرت مدينة ليون الفرنسية في اتجاه المغرب، وتحديدا مدينة مكناس، حيث عاشت طفولتها وجزءا كبيرا من شبابها بهذه المدينة، خلال فترة الاستعمار، مع أب عنصري عمل إلى جانب بعض الميليشيات الفرنسية على مساعدة النازيين الألمان على احتلال فرنسا، حسب ما أوردته جوسلين في كتابها، حيث كانت ثورتها الأولى على عنصرية والدها. اعتمد اللعبي على الكتاب لكتابة السيناريو، لكن دون الاعتماد على الجزء الأول الذي يتمحور حول الطفولة، مشيرا إلى أنه اعتمد على الجزء الثاني، أي على مرحلة تعرفه على جوسلين وزواجه منها وتجربتهما في مجلة "أنفاس"، ثم مرحلة الاعتقال يوم 27 يناير 1972، إذ ينطلق الفيلم من لحظة الاعتقال إلى إطلاق السراح يوم 19 يوليوز 1980، مركزا أساسا على المحنة التي عاشها الأبناء آنذاك، وزوجته رفقة زوجات وأمهات وشقيقات المعتقلين، وهو ما لم تثره السينما المغربية حتى الآن. وحول اختياره "نصف السماء" عنوانا للفيلم، يوضح اللعبي أن لهذا العنوان رمزية كبيرة، ف"نصف السماء" عبارة صينية قديمة مستوحاة من الطقوس الميثولوجية، وظفها ماو تسي تونغ للدلالة على النصف الآخر (النساء). ويعد "نصف السماء" الفيلم السابع في فيلموغرافيا لقطع السينمائية الروائية الطويلة، وهو من بطولة أنس الباز (في دور عبد اللطيف اللعبي) وصونيا عكاشة (في دور جوسلين اللعبي) وقدس اللعبي، ابنة عبد اللطيف وجوسلين (في دور إيفلين السرفاتي) وآخرين. وسبق للفيلم أن شارك في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، حيث فاز بجائزة حقوق الإنسان بمهرجان السينما المتوسطية بتطوان، كما تم عرضه بفقرة "خفقة قلب" بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.