لم تكن عائلة الطفل عمران اشيبان الذي لا يتجاوز ربيعه الرابع، حين قصدت دوار تغرارة بمدينة تافراوت لقضاء عطلتها الصيفية، تعلم أن طفلها الوسيم الهادئ سيتعرض لمكروه سيغير مجرى حياة الأسرة رأسا على عقب. ففي يوم 28 غشت 2015 بينما الطفل عمران يلعب خارج البيت، اذا بكلب يلهث يهاجمه وينقض عليه ويعضه على مستوى عينه اليمنى أصيب خلالها إصابة بليغة، نقلته عائلته الى مستشفى تافراوت حيث قدمت له الاسعافات الاولية لكن طلب من العائلة نقله على وجه السرعة الى اكادير لاتمام العلاج. ورغم ان اكادير تعتبر حاضرة الجنوب والقلب النابض للقطاع السياحي بالمملكة، فإن مستشفياتها عجزت عن استقبال الطفل عمران بحجة انها لا تتوفر على ما يمكن ان تفيد به الصبي الذي أصبحت حياته معرضة للخطر، لأن الكلب الذي «عضه» مصاب بداء السعار وكل دقيقة تعتبر حاسمة في حياته وكل ما قدمته لعائلة عمران الصغير هو نصيحة نقله على وجه السرعة ايضا الى الدارالبيضاء ودون تردد. حملت العائلة الصبي عمران الى مدينة الدارالبيضاء ومباشرة الى مستشفى الاطفال التابع للمركزالاستشفائي ابن رشد لتكون الصدمة اكبر في مدينة تعتبر عاصمة المغرب اقتصاديا و تنمويا، حين اكتفى المستشفى بالاسعافات الاولية دون ان يمنح لهذا الصبي سريرا ووضعه تحت المراقبة الطبية رأفة به وبسنه الصغير وبراءته، رغم علم الجميع بأن إصابته في عينه هي من جراء تعرضه لعضة من حيوان مسعور تم قتله بدوار تغرارة خوفا من اعادة هجومه على سكان الدوار او مواشيهم. بقي عمران الصغير يتردد صحبة عائلته على المستشفى، الى أن فارق الحياة حيث ثم دفنه يوم 13-09-2015 في جو من الاستنكار والتنديد بسوء العلاج والتملص من تحمل المسؤولية وقد عبرت جمعيات من المجتمع المدني بكل من تافراوت واكاديروالدارالبيضاء عن اندهاشها لعجز مستشفيات «كبيرة «عن إنقاذ حياة طفل تعرض لعضة كلب؟