لفظ طفلان بدوار القراقرة أولاد صالح بإقليم النواصر أنفاسهما الأخيرة متأثرين بالأعراض نفسها، إذ توفي الطفل الأول الذي يدرس في القسم الأول ابتدائي قبل حوالي 10 أيام، في حين توفي الثاني الذي يدرس بالقسم نفسه, وهو زميل للضحية الأول ورفيقه بمدرسة القراقرة أولاد صالح, بعد أن أصيب بالأعراض نفسها. وأكدت مصادر بالمنطقة أن الضحية الأولى ظهرت عليه، بعد حوالي 40 يوما من تعرضه لعضة كلب، مجموعة من الأعراض أهمها «رعشة شديدة» لم تمهله طويلا حيث فارق الحياة بمدينة خريبكة بعد أن نقل إليها لتلقي العلاج، وبعد أيام قليلة أصيب الضحية الثانية بالأعراض نفسها حيث هلك بداية الأسبوع الجاري. وتعرض الطفل الأول لعضة كلب بإحدى الشركات بالمنطقة التي يعمل بها والده، غير أنه لم يتلق العلاج اللازم ولم يتم حقنه، فيما استبدلت أسرته الحقن بأشياء تقليدية سرعت بوفاته. وأكد رئيس جماعة أولاد صالح، في اتصال ب«المساء»، أن الأمر يتعلق بطفل واحد هو الذي عضه كلب وأنه لم يتلق العلاج اللازم بسبب»ّ تهاون عائلته»، خاصة أنه لم يقم بزيارة معهد باستور الذي أحالته عليه المصالح المختصة بالجماعة. وقالت مصادر من المنطقة إن حالة من الهلع تنتشر في صفوف سكان المنطقة خوفا من انتشار المرض الذي قيل إنه «السعار»، على الرغم من أن الكلب الذي عض الطفل الضحية هو كلب مدرب وأنه تم قتله من طرف أحد المستشارين الجماعيين وأن المسؤولين يقومون بحملة لتوعية السكان من أجل تحسيسهم بالخطر ودعوتهم لإجراء تلقيح ضد السعار خاصة أن الأسرة لم تفصح عن تعرض ابنها لعضة كلب إلا بعد اشتداد المرض عليه. وطالب جمعويون بالمنطقة وزارة الصحة بالتدخل من أجل القيام بحملة تلقيح عاجلة في صفوف السكان، خاصة في المحيط المدرسي حيث كان يتابع الضحية دراسته الابتدائية، علما أن أغلب السكان يلجؤون حاليا إلى طرق تقليدية لتحصين أنفسهم من الإصابة بهذا الداء.