عندما صوت الناخب المكناسي ، ومنح الأغلبية المطلقة، زائد واحد لصالح البيجيدي، فإنه كان يرسل رسالة غير مشفرة الى حزب بنكيران بمكناس مفادها «إننا نحن المكناسيين الذين شاركوا في اقتراع 4 شتنبر، نريدكم يا حزب العدالة والتنمية، أن تسيروا الشأن المحلي، لوحدكم، اعتمادا على أطركم، واعتمادا على أغلبيتكم العددية في المجلس، لأنكم تقدمتم ببرنامج الى الناخبين، ونريدكم أن تنزلوه الى أرض الواقع مدعمين بما أحطناكم به من ثقة». لكن الذي لا يعلمه الناخب المكناسي، هو أن السادة في العدالة والتنمية، وكما عودونا على ذلك، لهم وجهان، وخطابان، وجه وخطاب، أثناء الحملات الانتخابية، يسترزقون به الأصوات، ووجه وخطاب مغاير تغاير النقيض للنقيض، بعد كسب غنيمة الانتخابات ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة، نذكر منها مهرجان موازين عند السيدة بسيمة الحقاوي البرلمانية في المعارضة، ومهرجان موازين عند السيدة بسيمة الحقاوي الوزيرة؟ ومنها طقوس حفل الولاء عند عبد الاله بنكيران البرلماني، وطقوس حفل الولاء نفسه عند السيد بنكيران وهو رئيس للحكومة، زد عليهما بوليف والخلفي و... ولذلك لم يشذ أخونا الدكتور عبد الله بوانو، عن هذه القاعدة وهو يوجه خطابا بوجه، أثناء الحملة الانتخابية، يقول فيه أيها المكناسيون، اننا نتوجه اليكم بهذا البرنامج الطموح، لتمنحونا ثقتكم بكثافة، تمكننا من الحصول على الأغلبية المطلقة، حتى لا نسقط فريسة الابتزاز السياسي، ونحن نسعى لبناء تحالفات قد نضطر اليها اضطرارا. إننا نريد أن نسير لوحدنا، ولنقف مستقبلا، لأداء الحساب أمامكم في الانتخابات القادمة ، ونحن متحملون لكامل مسؤولياتنا. لكن حزب العدالة والتنمية هذا، بعد الظفر بصوتك أيتها الناخبة، أيها الناخب المكناسي، صار له تحالف سماه: «تحالف تنمية مكناس» ومع من عقد هذا التحالف؟ عقده مع حزب كان أعضاؤه يسيرون الجماعة لسنوات، و من ضمن الموجودين في الصف الأمامي للائحته، من ضبطوا، وهم يمارسون عملهم الجماعي، متلبسين بالرشوة، وتم الحكم عليهم بسنتين، قبل أن يخفض هذا الحكم لأسباب «مجهولة» الى ستة أشهر؛ وبعد استنفادها، يحصل المدان بهذا الحكم، على شهادة «حسن السيرة العدلية» في آخر يوم من أيام وضع الترشيحات، ليحتل المرتبة الثالثة في حزب الحمامة؛ أما المرتب ثانيا في نفس اللائحة، فمازال متابعا بمحكمة جرائم الأموال بفاس، بتهمة الفساد في التسيير الجماعي؟ ولن أقول شيئا آخر أكثر عن هذا الحزب، رغم أن «المزيودة عامرة» ولكن لكل مقام مقال . يبقى فقط أن اذكر بمكر المناسبة حيث كان السي عبد الاله بنكيران يقول في مزوار وحزب الحمامة، بمناسبة انتخابات 2011 البرلمانية، ما لم يقله مالك في الخمر، واعتبر التحالف معهم، خطا أحمر، لما كان يردده عن كثرة فسادهم، ونهبهم للمال العام؟ لكن وبمجرد ما دخلوا الى التحالف الحكومي، صاروا أطهارا وشرفاء؟ الروح الرياضية، جعلتني كوكيل للائحة حزبي في هذه الانتخابات، أن أكون من بين الأوائل الذين هنؤوكم على النتيجة التي حصلتم عليها ، يا حزب العدالة والتنمية، وتمنيت لكم التوفيق، وأنتم تضطلعون بمهمة تسيير الجماعة، اعتمادا على أغلبية مستشاري ومستشارات حزبكم المريحة، والبالغ عددها 34 من أصل 65 مستشارة ومستشارا.. فكيف تقبلون على «الخيانة»، «خيانة أصوات الناخبين»، وتضمون اليكم حزبا يضم من بين من يضم من ليست ذمته صافية ونظيفة، خاصة وأنكم تتوفرون على الأغلبية المطلقة ؟ فرجاء إن لم تعدلوا عن هذا التحالف، أن تصارحوا الناخبين، وتقولوا لهم: نحن مع الفساد... لأنه بعد اليوم لن تجدوا ساذجا تنطلي عليه أسطوانتكم المشروخة، التي تزعمون فيها أنكم تحاربون الفساد...