بيْنما تشتدُّ المُنافسة بيْن الأحزابِ السيّاسية معَ اقتراب الانتخابات الجماعيّة المُزمع إجراؤها أواسطَ شهر شتنبرَ القادم، اتّهمت بسيمة الحقاوي، عضو الأمانة العامّة لحزب العدالة والتنمية، ووزيرة التضامن والأسرة والمرأة والتنمية الاجتماعية، خُصومَ الحزب، القائد للتحالف الحكومي، ب"ببذْل الجهود للتشويش على تجربتنا الحكومية". ودُونَ أن تُشير إلى حزبٍ معيّن، قالت الحقاوي في كلمة ألقتْها في افتتاح دورة تكوينية نظمتها منظمة نساء العدالة والتنمية والكتابة الإقليمية للحزب بالرباط، تحت شعار "انخراط المرأة في الشأن المحلي دعامة أساسية في البناء الديمقراطي"، (قالتْ) "هُناك تسابق على الكذب على الناس وتسويد وجوه الآخرين بهدف التشويش واستهداف من لهُم سُمعة طيّبة"، في إشارة إلى حزْبها. غيْرَ أنّ الحقاوي، خصّت بكلامها، في إشارةٍ ضمنيّة، حزب الأصالة والمعاصرة، أحدُ أبرز الخصوم السياسيين لحزب العدالة والتنمية، الذي اتّهمَ نائبُ أمينه العامّ، إلياس العماري، النائبَ البرلماني لحزب العدالة والتنمية ورئيس مقاطعة أكدال الرياض رضا بنخلدون، بالاستفادة من بُقعة أرضية بصفة غير قانونية في حيّ الرياض بالعاصمة الرباط، مؤكّدا أنّ لديه ما يُثبت ذلك. وقالتْ الحقاوي التي كانتْ جالسة إلى جانب زميلها في الحزب رضا بنخلدون حين حديثها عن الخصوم السياسيين لحزبها "إنهم يسعْون إلى تكريسِ صورة قاتمة يكرهها المواطن المغربيّ، من خلال تعميم أنّ الجميع متساوٍ في السرقة وفي الاستفادة من الريع والانحياز لذويه"، وأضافتْ، مدافعة عن حزبها "حُضورنا لهُ بصماتٌ بيْضاء على واقع المجتمع المغربي". وعَلى هدْي الأمين العامّ لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، الذي اتّهم خصومه السياسيين في لقاءِ مستشاري الحزب الشهر الماضي بأنهم "يشوّشون على الحزب لأنهم ما لقاوْ ما يقولو"، سارت الحقاوي، وقالت "الرسائل التي يبعث بها البعْض ليْست مشفّرة، حتّى يفهم المُطّلعون على ما يجْري فحْواها، بل هي رسائل توجَدُ مفاتيحها في البحر". على صعيد آخر، ردّت الحقاوي على مخاوف أحزاب المعارضة من أنْ يكون الهدف من قرار تخصيص مساعدة للأرامل، هو استمالة الناخبين، بأنّ الدّولة هي التي تسهر على تنفيذ برنامج المساعدة، بعْد أن وقّع عليها رئيس الحكومة وتلقّى الضوء الأخضر من الملك، قائلة "نحن مطمئنّون من أنّ تعويضات الأرامل لن يستغلّها أحد لأهداف انتخابية". في غضون ذلك، ما يزالُ هاجسُ تدخّل السلطة لتوجيه نتائج الانتخابات الجماعية القادمة حاضرا لدَى حزب العدالة والتنمية، وقَال الكاتب الإقليمي للحزب بالرباط، عبد الرحيم لقراع، في رسالة موجّهة إلى وزارة الداخلية "يجبُ على السلطات أنْ تقفَ على مسافة واحدة من جميع الفرقاء السياسيين، من خلال سنّ قوانين تجنّب تكرار ما حصل خلال انتخابات سنة 2009"، والتي اكتسحها حزب الأصالة والمعاصرة، الذي تأسّسَ سنة قبْل ذلك.