خرج طلبة كلية طب الأسنان بالدارالبيضاء ومعهم طلبة الطب العام صباح أمس الجمعة إلى شارع طارق بن زياد والشوارع المحيطة بكلية الطب والصيدلة بالعاصمة الاقتصادية وهم يرتدون وزراتهم البيضاء، ليس للقيام بحملة طبية تطوعية، وإجراء فحوصات للمواطنين وكشف الأمراض التي يعانونها، ولكن لبيع علب المناديل الورقية وغسل السيارات، إسوة بزملائهم طلبة كلية الطب بالرباط الذين كانوا قد قاموا بنفس الخطوة يوم الخميس أمام البرلمان، في شكل احتجاجي رمزي، أكد بشأنه علاء العيساوي، عضو مجلس الطلبة بكلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء وعضو التنسيقية الوطنية، أنه رسالة للمواطن والمسؤول للتعبير عن الواقع السوداوي والقاتم الذي ينتظرهم في حال استمر وزير الصحة ومن خلاله حكومة عبد الإله بن كيران في تمرير القوانين التي تهدد مستقبلهم بالعطالة كما هو الحال بالنسبة لمشروع قانون الخدمة الوطنية الذي يروم ترسيخ التعاقد في إطار الخدمة المدنية لمدة سنتين بديلا عن التوظيف، وجملة من القوانين والخطوات التي تهدد مستقبل الصحة في المغرب والأمن الصحي للمواطنين. وكان طلبة الطب في المغرب قد نجحوا في أن يقاطعوا الدخول الجامعي بكل كليات الطب على الصعيد الوطني على مدى 11 يوما، مصرين على مواصلة هذا الشكل الاحتجاجي ضد مشروع الخدمة الإجبارية وجملة من القضايا المرتبطة بالشأن الصحي التي يتضمنها ملفهم المطلبي، في الوقت الذي أصدر فيه طلبة كلية طب الأسنان بالدارالبيضاء يوم الأربعاء بيانا يؤكدون من خلاله تمديد قرار المقاطعة لأسبوع آخر كشكل إنذاري، يشمل الدروس النظرية والتطبيقية، والتداريب الاستشفائية، باستثناء مصلحة المستعجلات، وتجميد كل الأنشطة الموازية، مع تنظيم وقفة احتجاجية يوم الاثنين المقبل 14 شتنبر أمام مركز فحص وعلاج الأسنان. نجاح الخطوة الاحتجاجية لطلبة كليات الطب غير المسبوقة، دفعت وزير التعليم العالي مساء أول أمس الخميس، إلى استدعاء ممثلين عن التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب للحوار بعد أن ظل وزير الصحة مصرا على إغلاق هذا الباب، محددا زوال أمس الجمعة من أجل مناقشة النقاط الخاصة بوزارته، وقد أعلنت التنسيقية عن مشاركتها في هذا اللقاء لتبليغ ملاحظاتها، في انتظار الجلوس في لقاء فعلي للحوار الجاد والمسؤول، يضم ممثلي الأطباء الداخليين والمقيمين، وممثلي الطلبة الأطباء، هذا في الوقت الذي صرّح فيه وزير الصحة خلال لقاء صحفي في غرفة التجارة البريطانية مساء الخميس، بأنه سيحضر ذات الاجتماع، وهو مايطرح أكثر من علامة استفهام حول الغاية من هذا اللقاء "غير المرتب له"، والدوافع "الاستعجالية" التي دفعت إلى عقده، إن كانت بغاية إنهاء مسلسل الصدام بين الطلبة والحكومة بشكل عقلاني يأخذ بكل جدية الملاحظات والانتقادات والعمل بها، أم من أجل محاولة احتواء الوضع بصيغة من الصيغ وإن كانت تبخيسية؟