توصل لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إلى حل مع أساتذة كليات الطب والصيدلة وأطباء المراكز الاستشفائية الجامعية، وذلك باقتراح صيغة تسمح لهم بالعمل بمصحات القطاع الخاص 3 أيام في الأسبوع، وهي الجمعة والسبت والأحد.
ويأتي هذا الحل بعد قرار منع أطباء القطاع العام من العمل في القطاع الخاص، وما تمخض عن ذلك من لجوء أساتذة كليات الطب إلى مقاطعة الامتحانات.
وجاءت هذه الصيغة التوافقية، يقول مستشار الداودي، عقب اجتماع ماراطوني جمع الوزير بممثلي أستاذة الطب ليلة الاثنين-الثلاثاء من الأسبوع الجاري، لإنهاء نقطة الخلاف الجوهرية بين أساتذة الطب ووزارتي الصحة والتعليم العالي، والمتعلقة بنظامTBA، حيث سيلتزم أساتذة الطب بضمان استمرارية عملهم البيداغوجي بكليات الطب ومسؤولياتهم تجاه الخدمة الصحية العمومية طيلة أيام الأسبوع.
إلى ذلك تتواصل عملية شد الحبل بين أساتذة كليات الطب والمراكز الاستشفائية الجامعية ووزيري الصحة والتعليم العالي بحكومة عبد الإله بنكيران، حيث عمد أمس الأربعاء، أساتذة كلية الطب والصيدلة بفاس إلى تأجيل امتحانات الدورة الخريفية إلى أجل غير مسمى.
ويرى بعض الملاحظين ان هذا التأجيل هو إعلان عن مقاطعة مفتوحة للامتحانات تأتي بدايتها من فاس، لتعم خلال الأسابيع القادمة كليات الطب بالدار البيضاء والرباط ومراكش.
وعاشت كلية الطب والصيدلة بفاس، حالة من الارتباك، صبيحة أمس الأربعاء، بعد أن فوجئ حوالي 2300 من الطلبة الأطباء، والذين تجمهروا ببهو الكلية مع حلول الساعة الثامنة، بقرار تأجيل إجراء الامتحانات، يقف وراءه أساتذتهم والذين فضلوا الاحتجاج على طريقتهم لإبلاغ صوتهم إلى كل من يهمه الأمر، وممارسة مزيد من الضغط على قرار الحكومة القاضي بمنع أطباء القطاع العام وأساتذة كليات الطب والمراكز الجامعية من العمل بمصحات القطاع الخاص.
وقرر الطلبة الأطباء الدخول على خط خلاف الأساتذة مع وزارة التعليم العالي، حيث تجاوبوا مع قرار الاساتذة، وذلك وفق ما اوردته جريدة أخبار اليوم نقلا عن أحد المصادر بالتنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة.
وقال محمد خاتوف، البروفيسور والكاتب المحلي لفرع النقابة الوطنية للتعليم العالي وكلية الطب بفاس، في تصريح لذات الجريدة، إن "اللجنة البيداغوجية اجتمعت الأسبوع المنصرم، وقررت تأجيل الامتحانات بسبب عدم جاهزية الأساتذة الذين يواصلون احتجاجهم على تعليق وزارة التعلم العالي ووزارة الصحة لملفهم المطلبي، وعدم إبدائهما الرغبة في إزالة حالة التوتر التي تعرفها كليات الطب والصيدلة على الصعيد الوطني بسبب تعنت المسؤولين في الاستجابة لمطالب الأساتذة".
وأوضح البروفيسور أن "أساتذة كليات الطب والصيدلة بالمغرب، ويتشبثون بملفهم المطلبي الذي يدعو إلى تحسين ظروف العمل في المراكز الاستشفائية الجامعية وإعادة النظر في القوانين المنظمة لها، وهما مطلبين بقيا منذ سنوات مضت، مما دفع الأساتذة إلى مقاطعة المجلس الإداري الأخير للمركز الإستشفائي الحسن الثاني بفاس، كما يطالبون بإخراج مشاريع تعزيز وتأهيل البنية التحتية للمستشفيات الجامعية وكليات ومراكز تكوين الأطباء ميدانيا، بما يتناغم ورؤية 2020، والتي أعلنت عنها الحكومات السابقة والتي أعلنت عنها الحكومات السابقة تكوين 3300 طبيب."
وأكد ذات المتحدث أن الاطباء ظلوا منذ سنة 2011 يطالبون بإيجاد صيغة للفراغ القانوني وإنشاء مصحات جامعية تعوضهم عن عملهم البيداغوجي بكليات الطب ومراكز الاستشفائية الجامعية، بدلا عن الخطوة التي اختارتها حكومة بنكيران بقراراتها الأحادية والقاضية بمنعنا من اللجوء إلى القطاع الخاص، بحسب تعبير البروفيسور.
في حين قال مستشار الوزير لحسن الداودي، أن "أساتذة كليات الطب والصيدلة والمراكز الاستشفائية الجامعية، سيعتقدون خلال هذا الأسبوع جموعهم العامة بفاس والرباط والدار البيضاء، ومراكش، للتشاور وإعلان موقفهم من الصيغة المقترحة لإنهاء الخلاف حول نظام "الوقت الكامل المهيأ لأساتذة الطب TBA، والمرور إلى تطبيقها وتقيمها على مدى شهر وتهيء شروط عمل أساتذة الطب والمراكز الاستشفائية الجامعية ومعالجة ملف ميادين تدريب وتكوين 3300 طبيب في أفق سنة 2020،" يضيف مستشار وزير التعليم العالي.