أنجز مؤخرا شريط وثائقي يحمل عنوان"مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة. أنفاس وعشق وكبرياء"، وذلك في أفق عرضه في انطلاق هذه التظاهرة السينمائية الإفريقية الكبيرة التي تستضيفها مدينة خريبكة، وهو يحمل البصمة الإخراجية و التوضيبية لكل من ضمير و حسن اليقوتي، وفكرة وسيناريو ضمير و حسن اليقوتي و عبد الحق بوزيد و محمد الهاشمي، في ما تم أسندت مهمة الصوت و الصورة لكل من محمد كنة، ادريس شاي، مولاي الهادي العلوي ، وسعيد باجا. و الشريط م، الذي تمتد مدة عرضه السبعين دقيقة (70د)، من إنتاج مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة و ضمير و حسن اليقوتي و عبد الحق بوزيد و محمد الهاشمي ويتناول موضوع الشريط الذي يلامس مسارات ومحطات أحد أقدم المهرجانات الوطنية و القارية، باعتباره تأسس سنة 1977 ضمن الدينامية التي عرفتها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية منذ تأسيسها سنة 1973، حيث تقول ورقة تعريفية به، بهذه المناسبة السينمائية الهادفة، " جاء اشتغال المهرجان على موضوعة السينما الإفريقية بشكل تدريجي في سياق سيرورة ثقافية و سياسية بدأت بالمغرب منذ بداية الستينات وبذلك أصبح قلعة ثالثة للنضال من أجل سينما إفريقية تعنى بأسئلة الهوية و الذات إلى جانب أيام السينمائية بقرطاج والفيسباكو".. يتناول الموضوع" العديد من الجوانب المتعلقة بمسار المهرجان وخصوصياته .. و يقف عند رهاناته و إنجازاته و انكساراته بالإجابة على الأسئلة التالية :ما هي السياقات التي ساهمت في تأسيس الملتقى الأول للسينما الإفريقية ؟ كيف لجامعة وطنية للأندية السينمائية ،محسوبة على اليسار المغربي أن تأسس ملتقى بمدينة عمالية خلال فترة مليئة بالتوترات الاجتماعية و السياسية ؟ ما هو موقع مهرجانات السينما الإفريقية ضمن خارطة المهرجانات الثلاث المناضلة والأعرق بالقارة (أيام قرطاج السينمائية و الفيسباكو ومهرجان خريبكة) ؟ لماذا لم تلتحق مصر وإفريقيا الجنوبية ، كبلدين متطورين سينمائيا بالقارة ، بالحركة الثقافية المناضلة من أجل سينما إفريقية قوية؟ ما هو وقع المهرجان على السينما الإفريقية داخل و خارج القارة؟ ما هي انكسارات و عوائق استمرار و تطور المهرجان منذ بداياته؟ ما الذي يمز مهرجان السينما الإفريقية وماذا يقدم محليا ووطنيا وقاريا؟" ... و في السياق ذاته، أضافت الورقة التعريقية أن أهمية هذا الشريط تكمن في الذاكرة ولأجل الذاكرة السينمائية المغربية فهو تضيف البورقة" كان وجب على الأب الروحي للمهرجانات السينمائية المغربية أن يعمل على نقل تجربته و التعريف بها... فالعديد من المثقفين لا يعرفون جيدا هذا التراث و وقعه الثقافي و السينمائي والوعي الذي ساهم بقوة في تشكيله لذى فئات واسعة من المثقفين المغاربة... كما يجهلون الريادة التي لازال يلعبها على المستوى القاري مواصلة لنفس القضية التي بدء النضال من أجلها في منتصف الستينات بواسطة عصمان سومبين و الطاهر شريعة و آخرون... فمن واجب الذاكرة إذا إعادة الاعتبار لكل مناضلي الحركة والقيم التي كانت تحركهم و الترويج لقيم ثقافية و إنسانية رفيعة تسكن هذا المهرجان منذ خطواته الأولى..." وفي هذا الإطار سجل مسار إنجاز مشروع هذا الشريط الوثائقي عدة محطات، حيث قدم كمشروع لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة لمؤسسة منذ منتصف سنة 2012 ، ثم شرع، بعد التأشير على المواقفة، في تصوير مقابلاته الأولى منذ الدورة الساسة عشر ( سنة 2013) و اكتمل توضيبه في منتصف يوليوز 2015. ومن ثمة تختتم الورقة بأن إنجاز هذه العمل السينمائي التوثيقي لأحد أهم المهرجانات السينمائية بالمغرب نابع من كون أصحاب فكرته ومن تبنى مشروع تنفيذه " يعرفون مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة منذ عدة سنوات ويعتبرونه مهرجانا استثنائيا بريادته و نضالاته و الأساطير التي تسكنه... كما يعتبرونه المهرجان الإفريقي الوحيد الذي يشتغل على السينما الإفريقية وباستقلالية تامة عن توجهات الفرنكوفونية وغيرها... كما يعتبرونه المهرجان الذي لا تساهم بعض المؤسسات المحلية و الجهوية والمركزية في ضمان استقرار تمويله وهو بذلك يستمر في نضاله ومواجهة العديد من القلاقل"ّ. * سيعرض الفيلم الوثائقي و يناقش خلال حصة سينما منتصف الليل ليوم الثلاثاء 15 شتنبر 2015 ضمن عروض الدورة 18 للمهرجان.