تواصلت صباح أمس الجمعة في مدينة الصخيرات بضواحي العاصمة الرباط، أشغال الجولة الجديدة من الحوار السياسي الليبي الذي تشرف عليه بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. و تركزت المناقشات خلال هذه الجولة التي تنعقد بحضور مختلف الاطراف المشاركة ماعدا وفد الحوار الممثل للمؤتمر الوطني العام في طرابلس، أساسا حول قضايا تشاورية وملاحق الاتفاق الذي وقعته الأطراف بالأحرف الأولى في شهر يوليوز الماضي والتي تهم أساسا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الأعلى للدولة والترتيبات الأمنية والجانب المتعلق بالإدارة المحلية. وجرت المناقشات خلال هذه الجولة في جلسات مغلقة يترأسها الممثل الخاص للأمين العام برناردينو ليون وكان ليون قد عقد في وقت متأخر من أول أمس الخميس لقاء مع عدد من المشاركين في هذه الجولة. وبخصوص غياب وفد المؤتمر الوطني العام عن جولة الحوار بالصخيرات، أفادت بعثة الاممالمتحدة للدعم في ليبيا بأن هذا الاخير أبلغها أن فريقه لن يحضر جلسة المباحثات هذه موضحا أنه "بحاجة لإعادة ترتيب الفريق المفاوض التابع له بعد استقالة عضوين من أعضائه". كما أكد المؤتمر الوطني، وفقا للبعثة الأممية، أنه "لا يزال ملتزما بعملية الحوار وأنه سوف يشارك في الجلسة القادمة". وقد شدد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس البعثة الأممية في بيان على ضرورة اختتام مباحثات الحوار ضمن المهل المحددة التي تم الاتفاق عليها في جولة المباحثات التي انعقدت في جنيف يومي 11و 12 غشت الجاري، مؤكدا أن من شأن إتمام عملية الحوار أن يمهد الطريق أمام الأطراف لاعتماد الاتفاق السياسي بشكل نهائي قبل إقراره رسميا. وقال المسؤول الاممي إن الوقت بدأ ينفذ فيما تواجه البلاد تحديات متزايدة، من ضمنها استمرار معاناة الشعب نتيجة للنزاع، وتوسع الخطر الإرهابي لتنظيم داعش وخطر الانهيار الاقتصادي، محملا المسؤولية لقادة ليبيا في كل الجوانب وعلى كل المستويات لكي ينبذوا خلافاتهم ويضعوا المصلحة العليا لبلادهم قبل أي اعتبار آخر وأن يقوموا باتخاذ الخطوة الأخيرة نحو تحقيق السلام، مضيفا أن البعثة الأممية سوف تكثف اتصالاتها مع الأطراف الليبية المعنية خلال الأيام القادمة بغية تحقيق هذه الغاية. ويذكر أن مدينة الصخيرات شهدت في شهر يوليوز الماضي التوقيع بالأحرف الاولى على اتفاق من طرف مختلف الأطراف المجتمعة ، بما في ذلك رؤساء الأحزاب السياسية المشاركون في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية التي انعقدت تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بيرناردينو ليون، مع تسجيل غياب لممثلي المؤتمر الوطني العام الليبي (برلمان طرابلس). ويحتضن المغرب منذ 5 مارس 2015 جولات من الحوار الليبي التي تجمع ممثلي مجلس النواب في طبرق والمؤتمر الوطني العام في طرابلس و"المستقلين" الذين يتشكلون من شخصيات مدنية ومثقفين ورجال قانون ورجال أعمال بالإضافة إلى ممثلين عن جمعيات نسائية. وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا بيرناردينو ليون، قد أكد أمس الأربعاء في إحاطة أمام مجلس الأمن، أن مسلسل السلام، الذي انطلق قبل حوالي سبعة أشهر، والذي تعد محطة الصخيرات إحدى حلقاته الرئيسية ، نجح إلى حد كبير في التقليل من مناخ انعدام الثقة الذي كان يوجد بين الفاعلين السياسيين بليبيا، والتوصل إلى اتفاق حول خارطة طريق ترسم السبيل نحو الخروج من الأزمة السياسية ووضع حد للنزاع المسلح في هذا القطر المغاربي. واعتبر الدبلوماسي الأممي أن مسلسل المفاوضات يشكل "الخطوة الشرعية" الوحيدة التي يمكن من خلالها لليبيين أن يضمنوا استمرار الانتقال الديموقراطي الذي انطلق ببلدهم، مؤكدا أن المسلسل أبان عن مرونة في مواجهة مناورات بعض الأطراف التي كانت تسعى لإفشال العملية.