علمت "الاتحاد الاشتراكي" أن حالة من الذعر والهلع تسود أهالي دوار أكدال على تراب جماعة بوزمو بدائرة إملشيل، إقليم ميدلت، بعد إصابة عدة مواطنين بمرض غريب على شكل تقرحات وطفيليات جلدية وتعفنات موضعية تشبه الحروق، وتصيب الأيدي والسواعد خصوصا، بينما اعتبرته مصادر صحية "جمرة جلدية خبيثة" وسبق لأحد المتتبعين للشأن العام المحلي أن نبه، على صفحته بأحد المواقع الاجتماعية، إلى إصابة ثلاثة عشر شخصا بهذا المرض، بينهم أربعة أفراد من عائلة واحدة، ذلك قبل أن يتخطى الحديث عن هذا الداء المجهول حدود دوار أكدال المهمش إلى باقي أرجاء المنطقة والإقليم سيما أمام ارتفاع عدد المصابين به. وبعد أن بدأت أعراض المرض تظهر على الجلد، كان بديهيا أن يثير ذلك تخوف الساكنة من انتشار عدواه، خاصة أن أسبابه غير معروفة ولا حتى نوعه، هل هو عبارة عن وباء أم مرض أو فيروس، أم له علاقة بما يسمى طبيا ب "داء الليشمانيات الجلدي" أو هو فعلا "دار الجمرة الخبيثة الجلدي"؟، وما إذا كان معديا أم لا؟، ويبدو أن الجهات المسؤولة لم تتعامل مع الموضوع بالسرعة اللازمة، إذا لم تكن نهجت منطق الهاجس الأمني والبلاغات المهدئة، عوض المعاينة العاجلة وتحديد العلاج، على الأقل من أجل الحيلولة دون انتشاره بين بقية السكان، بالأحرى في حال الوقوف على أنه من الأمراض المعروفة بانتقال عدواها عرضيٌّا. وارتباطا بالموضوع، وتنامي قلق المتتبعين، خرجت وزارة الصحة أخيرا ببلاغ، حصلت "الاتحاد الاشتراكي" على نسخة منه، تنهي فيه إلى علم الرأي العام الوطني أن فريقا طبيا قام ب "تشخيص 9 حالات للإصابة بمرض الجمرة الخبيثة الجلدي، على مستوى دائرة إملشيل بإقليم ميدلت، سببه احتكاك مباشر بأبقار مصابة بهذا الداء"، مؤكدة - الوزارة - أنه "تم التكفل بجميع هذه الحالات وتقديم جميع العلاجات الضرورية بواسطة المضادات الحيوية، وأن المصالح الصحية والبيطرية المحلية قامت باتخاذ جميع التدابير لاحتواء انتشار هذا الداء"، على حد تعبير البلاغ . وبينما اكتفت وزارة الحسين الوردي، في ذات بيانها، بطمأنة السكان بأن "هذه الوضعية الوبائية لا تدعو إلى القلق على اعتبار أن مرض الجمرة الخبيثة الجلدي هو مرض تعفني معروف يمكن علاجه والشفاء منه عموما"، قالت بأنها، وبتعاون مع المصالح الأخرى المعنية، "تتابع تطورات هذه الوضعية"، ونفس الكلام صرح به مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض تطورات المشكل قادت إلى نزول عدة قنوات تلفزية ومنابر إعلامية بالمنطقة لتغطية الوضع عن كثب، ومن المرتقب، حسب مصادر "الاتحاد الاشتراكي"، أن تحل بمنطقة أكدال لجنة مركزية من وزارة الصحة وأخرى من معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، خصوصا بعد ظهور حالات جديدة للإصابة بالمرض المذكور، والوضع مرشح لما يصعب التكهن بتطوراته في حال التهاون وعدم الأخذ بما يجب من الحيطة والحذر والمتابعة.