«حفيد كوهين» فيلم وثائقي جديد يلقي نظرة متعمقة على حياة اليهود المصريين. صور فيلم "حفيد كوهين" في القاهرة كمشروع تخرج لمجموعة من طلبة كلية الإعلام بجامعة القاهرة. ويوثق المشروع الذي حصل على المرتبة الثانية في قسم الإذاعة والتلفزيون بالكلية رحلة البحث عمن تبقى من يهود مصر الطائفة التي كانت ذات يوم كبيرة. عمل 15 طالبا في الفيلم الوثائقي الذي استغرق إعداده أكثر من عام. ووفرت الجامعة للطلاب جميع المعدات التي يحتاجون إليها لانتاج الفيلم. وقام الطالب سيد الحريري بدور الشخصية الرئيسة في الفيلم. وقال الحريري "اتخرجنا بمشروع تخرج حفيد كوهين. حفيد كوهين هو فيلم وثائقي بيتكلم عن فكرة اليهود في مصر، فكرة خروجهم، خرجوا من مصر ازاي. هل تم تهجرهم، هل خرجوا طواعية. الفيلم بمنتهى الإختصار هو بيتكلم عن قصة طالب في كلية إعلام، هو مفروض إنه من بطولتي أنا، مطلوب منه إنه يعمل بحث عن يهود مصر أو يعمل انترفيو (حديث صحفي) مع حد يهودي، فبيبدأ مرحلة البحث اللي بيعملها أي طالب في كلية إعلام أو باحث أو معد." وواجهت الطائفة اليهودية صعوبات كثيرة من أجل البقاء والحفاظ على حضارتها بعد تقلص أعداد أفرادها إلى بضع عشرات في السنوات القليلة الماضية من نحو 80 ألف يهودي في خمسينات القرن الماضي. وفر أغلب اليهود من مصر بعد هجمات على مصالحهم أثناء حرب عام 1956 وبعدها عندما غزت إسرائيل شبه جزيرة سيناء مع قوات بريطانية وفرنسية في محاولة للسيطرة على قناة السويس. وبدأ خروج اليهود من مصر مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948 والحرب الأولى بين الدولة اليهودية وجيرانها العرب. وقال الحريري متحدثا عن بعض المشكلات التي واجهتهم أثناء إعداد الفيلم إن ابرز التحديات كان رد فعل الناس على موضوع الفيلم. واضاف " الصعوبة الكبرى إن احنا بنتكلم عن اليهود، دي في حد ذاتها صعوبة، فكرة انك تنزل الشارع وتسأل عن حد، طب بعد إذنك معبد عدلي فين من هنا، اللي هو (يفترضون أنك) إنت مجنون من الأخر أو إنت إسرائيلي، كان في فيديو اتعمل من فترة كان عن واحد يهودي نزل الشارع وده حصله. لكن بالعكس احنا لمسنا من الناس عكس ده خالص الناس كانت متعاونة معنا جدا في حارة اليهود ماكانوش بيبدوا الاستغراب اللي احنا كنا متخيلينه. كان في صعوبات أمنية إلى حد ما بس بردو (أيضا) الناس كانت متفهمة جدا إلي احنا بنعمله." وقالت نورهان المسارعي وهي طالبة مشاركة في إعداد الفيلم ان العمل في هذا المشروع كان مثيرا لاهتمامها كفلسطينية. وقالت "بداية كان من مدة سنة. هذا كان مشروع تخرج كليتنا اى أخذ المركز التاني على كلية إعلام. احنا كنا بداية كان عن الأقليات بعد كدة احنا فكرنا عن الاقليات اليهود وبرده أنا كان شي شجعنا أكثر واكثر أعرف عنه." وقال خالد جمال المدرس المساعد بكلية الإعلام المشرف على المشروع إنه تحمس جدا عندما عرض الطلاب الفكرة عليه. لكنه أشار إلى أن البعض انتقد الفيلم باعتباره يدعو إلى التطبيع مع دولة إسرائيل. وقال "حصل إن أنا سمعت قبل كدة تعليق لما فيلم اتعرض في مكان ما كان في حد قال إنه بيدعوا للتطبيع وانا حتى استغربت جدا لأن مجبناش سيرة إسرائيل احنا بنتكلم عن يهود مصر، بنتكلم عن مصريين ما جبناش سيرة اسرائيليين تماما ف احنا هنطبع مع مين." وقالت المجموعة المشاركة في انتاج الفيلم انها تسعى لعرضه في جميع أرجاء البلاد. وفي عام 2013 سمحت الرقابة على المصنفات الفنية في مصر بعرض فيلم بعنوان "يهود مصر" وهو وثائقي تاريخي يحكي عن الطائفة اليهودية بعد أن تعطل عرضه كثيرا بسبب اعتراضات جهة أمنية على عنوان الفيلم. ويرصد الفيلم تغير تقبل المجتمع المصري لليهود في النصف الأول من القرن العشرين.