كشف دبلوماسي مصري بالعاصمة المصرية، القاهرة، ضمن تصريحات نقلتها يوم الجمعة الماضي وكالة الأناضول للأنباء، بأن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ربما يزور قريبا المغرب، من أجل «وأد الأزمة الأخيرة بين البلدين». وأورد الدبلوماسي المصري بأن «الوزير كلف السفير المصري في الرباط، أحمد إيهاب، ببذل الجهود والمساعي بالتعاون مع المسؤولين المغاربة لوأد الأزمة، وفي حال لم تتكلل تلك الجهود بالنجاح، فإن الوزير سيزور الرباط للقيام بهذه المهمة» وفق تعبيره. وكان ديبلوماسي مغربي رفيع المستوى قد صرح للصحافة، اليوم، بأن تقريري التلفزيون الرسمي يمثلان «رد فعل مغربي على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للرباط، وآن لها أن تنتهي»، وفق تعبيره. إحدى تلك الممارسات، علاوة على اتهامات مذيعة مصرية المملكة بأن اقتصادها يقوم على الدعارة، ووصف ممثل مصري المغاربة بأن أغلبهم يهود، كان ما صدر عن الإعلامية المصرية، وفاء الكيلاني، مقدمة برنامج بقناة»إم بي سي»، حيث أثارت اسم المغرب في معرض حديثها عن السحر الأسود. ونشرت صحيفة «الوفد» المصرية، الناطقة باسم حزب «الوفد الجديد»، أكبر المساندين للرئيس عبد الفتّاح السيسي، أن «مصر كانت ولا تزال تساند المغرب وتدعمه في حقوقه التاريخية في قضية الصحراء، كما أنها مع وحدة الأراضي المغربية، وضد التقسيم تحت أي اسم». في حين أكد دبلوماسي مصري رفيع المستوى، أن «التعليق على موضوع الصحراء حساس جدا». وأشار في تصريح لموقع «هيسبريس « طالبا عدم ذكر إسمه، أن «سوء الفهم» الحالي، بين المغرب ومصر يعود بالدرجة الأولى إلى قضية الصحراء، وبعض التراكمات التي فضّل عدم الخوض فيها، مؤكدا أن كل المشاكل العالقة بين البلدين «سيتم تصفيتها في القريب العاجل». وعن موقف مصر الرسمي من قضية الصحراء، رفض الدبلوماسي المصري، إعطاء أي رأي يساند أو يعارض الموقف المغربي الرسمي، غير وأنه وبعد إلحاح، أكد أن مصر مع «الخطوات التي تشرف عليها الأممالمتحدة». جواب الدبلوماسي المصري، الذي سبق له أن مثل مصر في أروقة الأممالمتحدة، يعني أن موقف مصر الرسمي، يضع الصحراء في خانة المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهو ما حوّلناه لسؤال للمسؤول المصري، الذي أكد بعد تردد كبير أن «المصريون مع مغربية الصحراء، وهذا ما نقوله لإخواننا في المغرب عند كل اللقاءات التي يطرح فيها الموضوع، غير أن هذا الموقف لا يمكننا أن نعلنه بشكل رسمي، كي لا نغضب الجزائر التي لدينا معها مصالح، ولديها أيضا حساسية من موضوع الصحراء». تصريح الدبلوماسي المصري، حسم الموقف الرسمي لمصر من الصحراء موضوع «سوء الفهم» الذي قال إنه حدث بين «بلدين شقيقين»، رغم أن صحيفة الوفد في عددها ليوم الأحد الماضي ، أكدت في خبر لها على صفحتها الأولى، أن «العقود الأربعة الأخيرة شهدت موقفًا موحدًا لم يتغير بشأن قضية الصحراء، من القيادات المصرية المتعاقبة، بدءًا من الراحل أنور السادات والمخلوع مبارك وإبان فترة المجلس العسكري والمؤقت عدلي منصور والمعزول محمد مرسي». من جهة أخرى نشرت صحيفة المصري اليوم تصريحات لعدد من الصحافيين المصريين حول ما أذيع في القناتين الأولى و الثانية يوم فاتح يناير 2015 راصدة كيفية تعامل الإعلام المصري مع هذه الأزمة حيث دعا الجميع إلى إيجاد حل قبل تفاقم الأزمة خصوصا مع تواتر الأنباء عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية المصرية، سامح شكري، للمغرب من أجل الغرض ذاته« . ووصف أسامة كمال بأن »قناة إخوانية وراء الأزمة «، وتناول »كمال« الأزمة المصرية- المغربية، في برنامجه »القاهرة 360«، على قناة »القاهرة والناس«، حيث قال: »هل في أزمة حقيقية بين مصر والمغرب في هذه الأيام؟ فيه أزمة.. حقيقية أو لا، هو ده اللي هنحاول نتعرف عليه أو نفهمه، زي ما كان من فترة في تصرفات من جانب الإعلام المصري كانت غير مقبولة للإعلام الخاص، كانت غير مقبولة تجاه الأشقاء في المغرب، النهاردة بقى فيه خروج من الإعلام المغربي الرسمي تجاه مصر، وده حصل امبارح في نشرة الأخبار على القناة الأولى المغربية«. وتابع، »إيه اللي حصل بقى واقعيًا، قناة مصر الآن، دي قناة تبع المجموعة إياها مكملين ورابعة وخلافه، وكان قبل كدة عندنا الجزيرة مباشر مصر كانت شبهم، بس بطلت هذا الكلام، شنت هجوما جامدا جدًا على الملك المغربي محمد السادس بعد زيارة كان قام بيها لتركيا واتصور صورة عائلية مع أسرة أردوجان، وتعاملوا مع هذا الموضوع على أساس إن هذا الإعلام المصري بيهاجم ملك المغرب، فرد الفعل كان موجودا من التليفزيون المغربي على أساس إن هو رد على هذه القناة«. ولفت »كمال« إلى أن ملك المغرب كان من أوائل من هنأوا »السيسي« بعد فوزه بالانتخابات »لأنه كان ومازال يحترم إرادة الشعب المصري، ملك المغرب كان بيساند ثورة 30 يونيو لأنه بيقدر مصر وشعبها، وفي نفس الوقت بيحظى بمحبة وتقدير من الشعب المصري«. وعن السبب في ما يحدث، قال »كمال«: المستفيد جماعة معروفة، بتحاول إنها تهد أي حاجة بتتبني أو يكون فيها احتمالات إنها تتبني بشكل صح«. أما الإعلامي خيري رمضان فقال في برنامجه »ممكن«، مساء الجمعة: »أشقائي الأعزاء في المملكة العربية المغربية، الأشرار اللي عايزين يوقعوا بيننا وبين المغرب، إيه الحكاية القناة الأولى المغربية مذيع مغربي أذاع تقرير وتكلم عن مصر بشكل متناقض عن موقف المملكة المغربية من مصر، القضية مش في الكلمتين اللي اتقالوا، القضية فيما يمكن أن يحدث بسبب مذيع قال كلمتين، حصل قبل كدة إن بعض الزملاء أخطأوا في حق المملكة المغربية وزعلوا وإحنا كمان زعلنا، الشعب المغربي من أطيب وأنقى الشعوب اللي ممكن تلتقي بيها«. »الإخوان ومن معهم وهجوم وبعض رؤساء الصحف القطرية وبعض المواقع التركية بدأت تولع نار، عايز أكلم الإخوة المغاربة وأقول لهم أوعوا تصدقوا، وإحنا مش هنستفز، وإنتوا اتحملتوا مننا أخطاء وتجاوزتم، وإحنا كمان لازم نتجاوز لما يحصل خطأ في برنامج، يجب أن نتذكر أن الملك محمد السادس من أوائل من هنأوا الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد نجاحه في الانتخابات«. هل ممكن أن يكون وراء هذا الذي أذيع بعض الأصابع أو تسريب أو غضب؟ وارد، ولكن برضه إحنا مش هنستدرج فتصبح معركة كلامية ما بيننا وبين أشقائنا في المغرب«. ولم يفوت الإعلامي مصطفى بكري الفرصة للرد هو الآخر، عبر برنامجه »حقائق وأسرار«، على قناة »صدى البلد«، مساء الجمعة، فعلق قائلًا: »واضح أن حد في القناة الأولى المغربية رايح عامل تقرير إخواني بيتكلم فيه عن اللي حصل في مصر على أنه انقلاب، وطبعا إحنا عارفين الاختراقات الإخوانية موجودة بكثير من وسائل الإعلام بما فيها عندنا هنا«. وأضاف »حكومة المغرب والحقيقة تقال منذ اليوم الأول والشعب المغربي سعيد بثورة 30 يونيو.. وموقف الحكومة المغربية لا أحد يستطيع المزايدة عليه.. وعشان كده رد مصدر حكومي على الفور انتقد هذا التقرير، وقال إنه هيخضع للتحقيق لأن هذا التقرير تقرير مدسوس والهدف منه إساءة العلاقة بين مصر والمغرب، وكذلك حال المسؤولين في سفارة المغرب بالقاهرة قالوا هذا الكلام«. وبدورها، علقت الإعلامية رانيا بدوي على الأزمة، مساء الجمعة، في برنامج »مصر اليوم«، على قناة »اليوم« قائلة: »مش عايزة أنساق لفكرة الهجوم المباشر على دولة بتهاجم مصر، مش عايزة أدخل في معركة من الخطأ الخوض فيها، مش عايزين ننساق نحو الإشاعات اللي عمالة تعلى على التواصل الاجتماعي بعد اللي حصل في المغرب«. وتحدثت عن التقرير الذي أذيع موضحة: »تقرير لما يتذاع، لو الإعلام مش حكيم والإعلام مش هادئ هذا التقرير ممكن يولع بلدين، ممكن تلاقي من مصر من يخرج علينا بإثارة الوضع بالهجوم على المغرب بيدخلوا ليه في الشأن الداخلي، مصر ليست في حالة سجال مع أحد، مصر أكبر من أي مهاترات تحدث، الشعب المغربي نفسه أكبر مما قد يصفه البعض من أنه تقرير صغير اتذاع في قناة لا يعبر عن مشاعر الشعب المغربي تجاه الشعب المصري«. وتابعت »ملك المغرب كان من أوائل الناس التي هنأت السيسي فور فوزه بالانتخابات في مصر، من الخطأ إن إحنا نقول إن هذا انقلاب في الموقف المغربي تجاه مصر«. واستطردت »من يحاول أن يروج للإشاعات إن مصر اتفقت مع الجزائر إن هتديها الغاز بنص ثمنه عالميًا في مقابل إن مصر تعترف بالبوليساريو وتدعم هذه القضية لصالح الجزائر ضد المغرب، هذا الكلام مش صحيح بالمرة والغرض منه إن العلاقة بين مصر والمغرب تصبح سيئة«. واختتمت »لن نسمح لأي جماعات، هناك أو هنا، بأن توقع مصر والمغرب في نوع من الصراع بسبب مهاترات وبسبب أنباء غير صحيحة«. وكانت مجموعة الهاكرز التي تطلق على نفسها اسم «قوات الردع المغربية»، اخترقت الموقع الإلكتروني لصحيفة الوفد المصرية، و كتب مخترقوا الموقع في رسالة تركوها على واجهته، أن الاختراق جاء بسبب تعمد الموقع المصري بتر خريطة المملكة المغربية في عدة مناسبات. ووضعت «قوات الردع المغربية» صورة للملك محمد السادس إلى جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الزيارة الاخيرة للعاهل المغربي الى اسنطبول. وأضاف الهاكرز المغاربة، أنهم قاموا بشن هذا الهجوم ردا على الحملة الرخيصة لإعلام الانقلاب على دولة شقيقة كالمغرب و كذا زيارة السيسي الأخيرة للجزائر طلبا للغاز الطبيعي .