ككل الأمسيات ساحة (الحمام) من أفضل الأماكن لزوار «كازا» ولقاطنيها أيضا، بعد يوم متعب من العمل، وبعد أخذ حمام دافيء، وأنت في طريقك للتخلص من العياء نحو ساحة aالراشيدي «نيفادا» يتراءى لك الكثير من الناس يلتقطون الصور بهواتفهم الذكية وسط الحمام داكن اللون، ضجيج الزوار ومنبهات السيارات تتعالى على هدير الحمام، مشهد اعتاد عليه سكان «كازا» «الاتحاد» تجولت بالأماكن المفضلة لدى البيضاويين، ونقلت مشاهد من عين المكان ككل الأمسيات ساحة (الحمام) من أفضل الأماكن لزوار «كازا» ولقاطنيها أيضا، بعد يوم متعب من العمل، وبعد أخذ حمام دافيء، وأنت في طريقك للتخلص من العياء نحو ساحة الراشيدي «نيفادا» يتراءى لك الكثير من الناس يلتقطون الصور بهواتفهم الذكية وسط الحمام داكن اللون، ضجيج الزوار ومنبهات السيارات تتعالى على هدير الحمام، مشهد اعتاد عليه سكان «كازا» «الاتحاد» تجولت بالأماكن المفضلة لدى البيضاويين، ونقلت مشاهد من عين المكان، «كازا» المدينة الإسمنتية في الدارالبيضاء حصة المجال الأخضر هي أقل من متر مربع لكل مواطن، في حين تحدد المعايير الدولية نحو 10 إلى 15 مترا مربعا من المساحات الخضراء لكل قاطن، وحتى إن وجدت هذه المجالات، فإنها توجد حصرا في الأماكن الراقية، أما المناطق الشعبية فتظل تحت رحمة الإسمنت الذي يزحف على كل شيء، ما يدفع الناس إلى البحث عن بديل أمام غياب المجال الأخضر المتنفس الطبيعي الوحيد للسكان. أمام هذا الوضع تلجأ الساكنة إلى ساحات العمالات والبنايات العمومية، خصوصا في ظل غياب كل ما من شأنه التخفيف من رتابة العمل اليومي وضغطه في حاضرة تحولت بامتياز إلى مدينة إسمنتية تغيب فيها أدنى شروط الترويح عن النفس. البيضاء تفتقد إلى فضاءات التنشيط الثقافي والرياضي.. فإذا ما تتبعنا التطور العمراني الذي عرفته المدينة الأكبر في المغرب، نقف على أن الدارالبيضاء توسعت ومنذ الاستقلال إلى الآن بنحو 20 ألف هكتار، في الوقت الذي لم تتطور المساحات الخضراء سوى بإضافة 130 هكتارا، لتصل اليوم إلى 350 هكتارا بعدما كانت تشغل مع بداية السنوات الأولى للاستقلال نحو 170 هكتارا. البيضاويون والبحث عن مجال أخضر حرارة الصيف تدفع الناس لأن ينتشروا في كل مكان تظهر فيه بعض الشجيرات أو بعض الأعشاب الخضراء هربا من البيوت التي تكاد تخنقهم من فرط التلوث. المساحات الخضراء عامة والحدائق العمومية خاصة، هي ما يشكل المتنفس الحقيقي والطبيعي للسكان، إذ أن مجموعة من الفضاءات التي كان يقصدها السكان بالأمس قد اختفت وأصبحت اليوم عبارة عن مرتع للنفايات وفضاء لاحتضان المتشردين والمدمنين، وهذا راجع إلى التخريب أو الإهمال المستمر الذي يطالها.. ما جعل معظم «الجرادي» أمكنة غير آمنة، وهذا ما يدفع بالناس إلى ولوج فضاءات البنايات الرسمية في الدارالبيضاء خصوصا عند نهاية الأسبوع، كما هو شأن ساحة الراشيدي أو «نيفادا» كما يحب البيضاويون تسميتها بالإضافة إلى الفضاء الذي توفره بناية عمالة عين السبع الحي المحمدي، حيث تتحول الساحتان إلى «محج» للترفيه عن النفس. «نيفادا» أحواش وحلاقي وأشياء أخرى ما أن يحل «الويكاند»، وتجمع الشمس أشعتها الدافئة عن المدينة، حتى ينتفض سكان الدارالبيضاء، ويخرجون فرادى وجماعات بحثا عن شيء لم يعد موجودا بعد أسبوع روتيني من العمل.. ساحة الحمام اليوم مكتضة بالناس عن آخرها، فالمشهد غير عاد اليوم القليلون فقط من يهتمون بالتقاط الصور بمقربة الحمام، أو بجانب «الجراب» الكل في اتجاه شارع محمد الخامس ذهابا تسوقك الجحافل. حلقة حكائية على شكل دائرة سميكة القطر تشكلها أجساد بشرية وينشطها «البهجاوي» المازج بين الحكاية الحقيقية التي يرويها والبصمة المراكشية الهزلية، إذ يستدرج كل مرة واحدا بطريقة فنية لبقة ليسخر منه ويجعله مثالا لما يرويه فيُضحك جمهوره ويسعده ليتوقف عند لقطة مشوقة ويعود ليطلب «الفتوح» بطريقة تجمع الجد بالهزل فتتطاير الدراهم نحو مركز الحلقة ليجمعها ويحسبها ويقول إنه يريد عشرا إضافية حتى يستكمل الخمسين درهما يعطى العشرة فيقول هل من مزيد؟... نتحول قليلا فنجد أربعينيا بائع الأعشاب يقول عنها إنها طبية ويحصي فوائدها والمرضى الذين تعافوا بسببها، قنينات مختلفة الأحجام مليئة بعجائن ومساحيق وزيوت وكلها مختلفة الألوان والرائحة والأثمان. أحواش: الإنشاد والنغم والمد والجزر حلقة أخرى من حجم كبير تختار وسط الساحة موقعا لها ويتناوب على مركزها شخصان بآلات موسيقية أمازيغية تقليدية (الرباب)، بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص يشرفون على الآلات الإيقاعية ويتم هذا كله بشكل منتظم ومنظم. تقدم هذه المجوعات، عروضا فلكلورية متنوعة، تمتزج فيها الإيقاعات بالأشعار، وتظل رقصة «أحواش» العرض رقم 1 عند الجمهور هنا حيث يتوسط المشاركون في هذه الرقصة، أصحاب الإيقاعات، فأحواش يقول الباحث مولاي الحسن الحسيني: رقصة جماعية رائعة يشارك فيها عدد كبير من الراقصين. ولا تبدأ هذه الرقصة الفلكلورية إلا بعد إلقاء بعض الأبيات الشعرية (أمارگ) من قبل شاعر الفرقة أو من مجموعة من الشعراء بشكل متناوب، فهذه المراحل بمتابة إعلان عن بداية الحفل، واستشعار لأجواء الرقص والحركات الكوليغرافية التي تهتز فيها الأكتاف والرؤوس والأجساد، ليتفاعل معها الجمهور. وبالفعل فراقصي أحواش ينشدون أشعارا متناغمة مع حركات الأجساد التي تنساق مدا وجزرا أمام المايسترو الذي يراقب حركاتهم الجسدية، ويأخذ في يديه الدف لتنشيط الحلقة ويتفاعل معه وجدانيا وروحيا وحركيا أيضا. في حين نرى أعضاء أحواش الآخرين المقابلين للمايسترو يصفقون بأيديهم تصفيقا كثيرا ومنظما، ويتحركون بشكل جماعي في انسجام تام مع الحركات الراقصة وإيقاعات الدف وتعاليم المايسترو. وتلتحم جماعة أحواش عن طريق ضم الأيدي أو ملامسة الأكتاف، ويهتز الراقصون بأجسادهم يمنة ويسرة، تقدما وتراجعا. والملاحظ ميدانيا أن الزغاريد لا تستعمل في البداية فقط، بل قد تتخلل مشاهد الرقصات حتى النهاية. وقد تتخذ رقصة أحواش تنظيما صفيا في شكل مستقيم طويل، حيث تتبعثر هذه الفرقة الراقصة لتتخذ أشكالا دائرية أو متداخلة متقاطعة أو متقابلة. الناي الإفريقي الأصيل عند رجوعنا غير بعيد عن الساحة، استوقفنا صوت ناي أصيل، ملامح عازف الناي تحيل إلى أنه من سكان إفريقيا جنوب الصحراء، ناي طويلة مزركشة الألوان يحملها شخص طويل القامة نحيف البنية، غير مبال بشعره، يضع أمامه بعض أغراضه و»صاك» صغير لمن رغب منحه بعض الدراهم، يعزف ببراعة غير مكترث بما وبمن حوله، لكنه لا يتردد في أن يشكر من يضع الدراهم في حقيبته المهترئة. أسبوعا بعد آخر يزداد عدد الوافدين على ساحة نيفادا، ويزداد معه عدد الفرق الفلكلورية، التي تعرض لوحات فلكلورية ممتعة ومجانية أحيانا، في انتظار خلق مجالات خضراء وفضاءات ثقافية بمعايير دولية، تستفيد منها الساكنة.