لم يفض تغيير تسمية التظاهرة من «كازا ميوزيك» إلى «مهرجان الدارالبيضاء» أي تغيير في المرتكزات الأساسية التي تأسس عليها هذا المهرجان الذي سيشهد انطلاقة دورته السادسة بشكل رسمي يوم غد الخميس، لتستمر حتى حدود 18 يوليوز. وقد اعتبر ممثلو جمعية «منتدى الدارالبيضاء»، الجهة المشرفة على تنظيم المهرجان، أن المهرجان هذه السنة شهد تطورا ملحوظا، سواء من حيث البرمجة أو من حيث قيمة الميزانية التي تبلغ 28 مليون درهم، متجاوزة مثيلتها خلال العام الماضي، وقد تأتى ذلك عبر استقطاب لمتدخلين وشركاء جدد في مجال الاتصالات وعالم المال والأعمال.. ولهذا فإن الدورة ستتميز بعناصر أساسية تمنحها إضافة نوعية عن بقية المهرجانات الوطنية، كمسألة التوقيت (التايمينغ)، التي ستجعلها مفتوحة على العديد من الفئات مستقطبة لجمهور يضم المغاربة القاطنين بالمهجر، و زوار الدارالبيضاء من كل ربوع الوطن أو الساكنة البيضاوية المحلية، (أكثر من مليوني متفرج) هذا الرقم الذي لا يتحقق إلا للمهرجانات ذات الصيت الواسع، لأن الدارالبيضاء مدينة كبيرة عمرانيا وبشريا اقتصاديا واستراتيجيا فإنها تستحق أكثر من تظاهرة وأكثر من مهرجان لمواجهة الصخب الفوضوي و التلوث اللذين ابتليت بهما هذه المدينة، وتتساءل الساكنة البيضاوية عن السبب الكامن وراء تقليص مهرجان الدارالبيضاء وحصره في مجال الموسيقى، بعد أن كان يشمل محطتين مهمتين هما «كازا سينما» و «كازا الفن الحضري» اللتين كانتا تشكلان معا شقا مهما من تظاهرة بيضاوية هائلة. مهرجان الدارالبيضاء هذه السنة وكعادته سيميل خلال حفل افتتاح دورته السادسة، التي ستجرى يوم غد بساحة محمد الخامس إلى طبيعة الإبهار، مقدما للجمهور عرضا هائلا في الهواء الطلق، هو بمثابة دعوة إلى مشاركة عامة ساكنة البيضاء وضيوفها في احتفالات المهرجان الموزعة على أنحاء المدينة الفسيحة، حيث يقول المنظمون أن هذه العروض تتوخى أيضا تفادي العراقيل الثقافية واللغوية لتقديم عرض كوني ويؤسس لخطاب مباشر مع عموم الجمهور بغض النظر عن سائر الاختلافات. فبعد تحويل سماء البيضاء إلى مشهد من أعماق البحار، وبعد العروض البهلوانية خلال الدورتين السابقتين، ستسقط أمطار من الريش على ساحة محمد الخامس، ترسلها ملائكة تحلق في الفضاء، في عرض يحمل تسمية «ساحة الملائكة» لسيرك مرسيليا. أما بخصوص العروض، فقد تم في هذا الإطار، الحفاظ على أربع منصات عرض رئيسية وهي منصات ساحة الراشيدي «نيفادا» وحي العنق وسيدي البرنوصي وبنمسيك، ستستضيف مجتمعة حوالي أربعين حفلا موسيقيا تحييه 24 مجموعة غنائية مغربية و12 مجموعة غنائية أجنبية، أي ما مجموعه 400 فنان، كما أن المهرجان سيعرف إقامة 60 نشاطا فنيا وثقافيا وفكريا موازيا موزعا على العديد من أحياء المدينة من خلال تنظيم مسابقة في فن الرقص «البريك دانس» في أربع منصات فرعية صغيرة بالحي الحسني، اسباتة، الادريسية والحي المحمدي (المجازر القديمة) وكذا إقامة «تجمعات» تشكيلية وشعرية ومشاهدات لفن الفيديو ... بكل من عرصة الزرقطوني بالمدينة القديمة، وممر سوميكا وحديقة الجامعة العربية، و كنيسة ساكري كور ومدرسة الفنون الجميلة ومحترف المجازر القديمة، وساحة الأحباس والكورنيش ومعهد سيرفانطيس، ومعهد غوته.. أربع منصات رئيسية سوف تستقطب جمهورا خاصا اتخذته لنفسها منذ خمس سنوات مضت. موسيقي «الهيب هوب «وستحتضن منصة الراشيدي أغلب عروضه ممثلة في رباب فيزيون، لي فيلدس، ليز وال، w brown، صحرا جنيرايشن وحميد القصري .. أما محطة الاكتشاف وتعتمد برمجة عروض موسيقية لفنانين أجانب «يغزون» الساحة الدولية ويفرضون أسلوبهم الفني، سيتألقون هذه على منصة العنق من أمثال شون بول، واشمن هيت، اوكسمو، ميكس ماستر مايك. ومن بين مميزات هذه السنة أيضا، أن المهرجان سيعيد إلى الواجهة نمطا فنيا ارتباط بسنوات السبعينات والثمانينات وشهد انكماشا في السنوات الأخيرة وهو ظاهرة موسيقى الأجيال، وقد تمت لهذا الغرض برمجة عرضين بمنصتي سيدي البرنوصي والعنق تجمع الثلاثي ناس الغيوان، جيل جيلالة ولمشاهب. بالنسبة لعشاق الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي فسيلتقونها بمنصة سيدي البرنوصي في أول خروج جماهيري واسع لها على الساحة المغربية، برفقة بعض خريجي أستوديو دوزيم، وبعض المطربين الشباب المغاربة مثل حاتم أدار، كم سيتألق فوق نفس المنصة المغني اللبناني الشاب جاد شويري. الشعبي و«الوورد» منصة بنمسيك التي تستقطب سنة بعد أخرى حشودا كبيرة ستحتضن هذه السنة كل من الفنانين الشعبيين الصنهاجي، الداودي، الستاتي وبوشعيب الزياني، أضاف إلى مجموعات شبابية مثل دركة مازغان.. أيام جميلة ستتوالى على الدارالبيضاء، قصد إخراجها من رتابة إيقاعها عبر منحها ساعة من الفرح المشترك. وكما تنطلق دورات المهرجان بعروض المخلوقات والمجسمات الخيالية تختتم بعروض إطلاق الشهب الاصطناعية الذي سيقام هذه السنة بشاطئ عين الذياب خلال منتصف ليلة الختام. افتتاح هائل، وختام مبهر، وما بينهما برنامج عروض واحتفالات نتمنى أن تشكل قفزة نوعية بالنظر إلى مستوى الدورات السابقة.