إن المحك الحقيقي لقياس مستوى النخبة الوطنية للكرة الطائرة المشاركة في الدورة 20 من بطولة إفريقيا للأمم، التي تقام بالقاهرة بدأ يظهر بعد المباراة الثالثة، فكانت مباراة نصف النهاية، التي بلغها المغرب بعد ثلاثة انتصارات سهلة على حساب منتخبات متواضعة، فرصة لتحديد المستوى الحقيقي للنخبة الوطنية، التي مازالت بعيدة عن مستوى كبار القارة السمراء. ويوم الأحد الماضي انهزم المنتخب الوطني أمام تونس، في آخر مباريات المجموعة الثانية، قبل أن يسقط من جديد أول أمس الثلاثاء أمام مصر، في قبل النهائي، بثلاث جولات لصفر، ليقابل في مباراة تحديد المركز الثالث، المنتخب الجزائري، الذي انهزم في نصف النهاية الثانية أمام تونس بثلاث جولات لاثنتين. يذكر أن المنتخب الوطني كان قد أنهى الدورة الماضية في الرتبة الثالثة، تحت قيادة المدرب المغربي حميد العبدلاوي بسوسة. ويتوقع بعض المتتبعين أن يكتفي المنتخب الوطني بالتربة الرابعة، رفقة مدربه الأجنبي ، لأن المنتخب الجزائري قدم مستوى قويا أمام مصر وانهزم بصعوبة كثيرة، وأيضا أمم المنتخب التونسي في نصف النهائي، حيث اضطر التونسيون إلى جولة فاصلة لحسم التفوق. وحجز المنتخبان المصري والتونسي مباشرة بعد بلوغهما نهاية البطولة القارية مقعديهما في كأس العالم للكرة المقررة باليابان من 8 إلى 26 شتنبر القادم. وبالعودة إلى المباراة أمام الفراعنة، فإن المنتخب المغربي تعثر في الجولة الأولى بحصة 25 مقابل 17، مما يبين السيطرة الكبيرة للمنتخب المصري، قبل أن ينتعش أداء المجموعة المغربية في الجولة الثانية، وكان بالإمكان الفوز فيها لولا التغييرات الارتجالية التي أقدم عليها المدرب الإيطالي، ليخسر المنتخب المغربي هذه الجولة بسذاجة 28 - 26، قبل أن يستعرض المنتخب المصري قوته في الجولة الثالثة، بحصة 25 مقابل 20. وعلق بعض المختصين على صورة المنتخب المغربي في هذه الكأس القارية، بالتأكيد على أن قرار التعاقد مع هذا الإطار التقني الإيطالي كان متأخرا بعض الشيء، فيما اعتبر البعض الآخر أنه ربما استنزف مجيء المدرب الأجنبي إمكانياته وطاقته مع المنتخبين المصري والتونسي، وبالتالي فإن أقصى ما يمكن أن تصله الكرة الطائرة المغربية هو ما ستحققه في هذه الدورة، الأمر الذي يطرح بإلحاح سؤالا عريضا حول مكامن الخلل في إدارة المنتخبات الوطنية، مع الإشارة إلى أن منتخب الكرة الطائرة الشاطئية حرف ألف و باء انهزم في المباراتين الأوليين أمام قطر وعمان، برسم فعاليات البطولة العربية، كما انهزم منتخب الإناث حرف باء أمام مصر، و انتصر منتخب السيدات حرف ألف على الأردن، لذلك يجب على المدير التقني الوطني للمنتخبات التركيز على تحسين مستوى المنتخبات، باعتماد المدربين الأكفاء بدل تصفية الحسابات والتدخل في شؤون لن تفيد اللعبة في شيء.