باشرت السلطات المحلية مسطرة تحرياتها في حادث رجم لص حتى الموت بالسوق الأسبوعي لبومية بإقليم ميدلت، يوم الخميس 16 يوليوز 2015، والذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، قبل إعلان مصالح وزارة الداخلية، في بيان لها، عما يفيد أنه في إطار البحث الجاري، تحت إشراف النيابة العامة في هذه القضية، قامت مصالح الدرك الملكي، يوم السبت 18 يوليوز 2015، باعتقال أحد المتورطين الذي تم التحقيق معه في أفق تقديمه إلى العدالة، في حين البحث لا يزال جاريا عن باقي المشاركين والمتهمين في عملية الاعتداء، حسب ذات البيان الذي جاء بعد أيام قليلة من البيان المشترك الذي أصدرته وزارتا العدل والداخلية، إثر محاولة قتل مثلي فاس، بالتشديد على "أن أي فعل أو عمل يهدف إلى أن يحل محل العدالة أو قوات الأمن يعد أمرا غير قانوني تماما"، ويعاقب عليه طبقا للقوانين. وعلاقة بالموضوع، يتابع الرأي العام باهتمام بالغ تطورات هذا الحادث المثير، ولم يستبعد الكثيرون، في تصريحات ل "الاتحاد الاشتراكي"، أن يعثر المحققون على صعوبة كبيرة في أبحاثهم وتحريات على أساس أن مواطنين كثرا شاركوا في ضرب ورجم اللص ورفيقه الذي نجا من الموت بعد تمكنه من الهرب جريحا، حيث أفادت مصادر متطابقة أن الشخصين تم ضبطهما وهما يسرقان بالمرفق المخصص لبيع الماشية (الرَّحبة)، وفي رواية أخرى تم ضبط أحدهما يسرق من بائع للمواشي مبلغا ماليا قدره 2000 درهم، حيث صرخ فيهما أحد السواقين ليتجمع حولهما حشد كبير من الباعة وتجار المواشي على شكل ما يعرف ب"عقوبة القصاص"، وأخذ الجميع في رجمهما وركلهما بطريقة عشوائية. وبينما فر أحدهما رغم حالته الحرجة، قبل نقله صوب المستشفى الإقليمي لميدلت، انتشر ما يفيد أن الآخر، الذي في عقده السادس، وينحدر من منطقة "تيزي نغشو"، فارق الحياة بالمستشفى الإقليمي بميدلت، متأثرا بما لقيه من عنف دموي، والمؤكد أنه لفظ أنفاسه الأخيرة بعين المكان، حسبما قالته مصادر محلية ل "الاتحاد الاشتراكي"، وقد استطاع الحادث أن يشعل غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما حمل وكيل الملك لدى ابتدائية ميدلت على إعطاء تعليماته للمصالح الأمنية بالتعجيل في فتح تحقيق فوري لغاية تحديد هوية كل من له صلة بهذا الحادث، وتقديمه أمام العدالة، ويكون المحققون قد اعتمدوا على الفيديوهات التي تم التقاطها بمسرح الحادث. وكان بديهيا أن يثير هذا الحادث ردود فعل قوية إزاء الطريقة التي تم التعامل بها مع الضحية، إذ ذهب الكثيرون بتعاليقهم إلى وصفه بعبارات متعددة من قبيل "الهمجية" و"الوحشية" و"الداعشية" و"الجريمة النكراء"، بينما رأى البعض أن المتهم الحقيقي في ما جرى هو الفقر المنتشر على مستوى مناطق الإقليم، في حين قال البعض الآخر إن الواقعة جزء من عادة مألوفة على مستوى عدة أسواق أسبوعية من المنتشرة بربوع البلاد، الأطلس المتوسط مثلا، حيث يكفي أن يصرخ أحدهم منبها لوجود "شفّار" بالسوق فتنهال عليه الركلات والصفعات بقوة دون اللجوء به إلى مصالح الأمن أو الدرك، وهي حالات كثيرة تناولتها وسائل الإعلام والأنباء المحلية عشرات المرات، وقد تم الترويج لشريط فيديو، خلال الساعات القليلة الماضية، يتضمن حادث رجم واعتداء مماثل على لص بالسوق الأسبوعي لبومية. وأمام هذا الحادث المروع لم يفت العديد من الفاعلين المحليين، في اتصال ل "الاتحاد الاشتراكي" بهم، إلقاء اللوم على السلطات المحلية التي لا تقوم بدورها كما ينبغي، رغم علمها بما يعرفه السوق المذكورة من مشاجرات وحوادث عنف، ومن لصوصية وأعمال سرقة، وشدد الفاعلون على ضرورة نشر الأمن بهذا المرفق الذي يقصده الكسابون والعارضون من مختلف مناطق البلاد.