تعيش العديد من الأسواق الأسبوعية في مناطق مختلفة من المغرب، على إيقاع تطبيق القانون على اللصوص والمخالفين، على يد باعة هذه الأسواق والحاضرين فيها، بحيث يعمدون إلى تنفيذ "قوانين عرفية" ضد من يعتدي على ممتلكاتهم بالسرقة أو التحايل، دون الحاجة إلى تسليم الجاني إلى مصالح الأمن أو الدرك. في السوق الأسبوعي في بومية بإقليم ميدلت حدث هذا وأفظع منه، فقد أدى اعتداء مواطنين داخل ذات السوق، بالضرب والجرح على شخص تم ضبطه متلبسا بعملية سرقة بالمكان المخصص لبيع الماشية، إلى وفاته بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى، متأثرا بجروحه البليغة. وأفادت السلطات المحلية لإقليم ميدلت أن "اللص" وافته المنية، اليوم الخميس، إثر تعرضه لاعتداء بالضرب والجرح بالسوق الأسبوعي لبومية، من طرف جمع غفير من الأشخاص، قرروا الاقتصاص من السارق، بضربه وركله ورفسه، قبل أن يلفظ أنفاسه بالمستشفى الإقليمي بميدلت. وأكدت السلطات المحلية بميدلت، عاصمة التفاح، أنه تم فتح بحث تحت إشراف النيابة العامة المختصة لإيقاف الأشخاص المتورطين في هذا الاعتداء على الضحية، بتهمة تلبسه في تنفيذ جريمة سرقة بمكان مخصص لقطيع الماشية داخل السوق الأسبوعي لمنطقة بومية. ويأتي هذا الحادث المؤسف في سياق توالي وقائع متفرقة تنهل من نفس معين الاقتصاص باليد، وتطبيق "قضاء الشارع"، أو "العدالة الخاصة بالمواطنين"، ومنها المتابعة القضائية لفتاتين من إنزكان، كانتا ترتديان تنورتين قصيرتين، بتهمة الإخلال بالحياء، وواقعة "شورت" فتاة آسفي.. وكان رئيس الحكومة قد تحدث أخيرا عن تلك الوقائع، واعتبرها قد تعرضت لتضخيم إعلامي، مبرزا أنها "عُولجت من طرف الدولة بطريقة مسؤولة"، قبل أن يؤكد أن تغيير "المنكر باليد هو من اختصاص الحكام، وسلطة الدولة إذا تدخل فيها الناس، تحدث فوضى عارمة".