يلعب الإرشاد البحري دورا بالغ الأهمية في سلامة البيئة والأرواح وكذا سلامة السفن والمنشآت المينائية والبحرية ومن ثم جزء هام من اقتصاد البلاد، علما بأن محطة الإرشاد البحري بميناء الدارالبيضاء والجرف الأصفر ومنذ ما يفوق 100 سنة على وجودها لم تعرف أي مشكل تقني أو مادي أو اجتماعي.وبعد مرور هذه العقود على وجودها وأداء مهامها بكل احترافية، تنتاب تخوفات الضباط المشرفين عليها والقائمين على سلامة الملاحة البحرية بعد أن تسربت بعض الأخبار أن المسؤولين المشرفين اليوم على القطاع بالوزارة الوصية بصدد تغيير القانون المنظم لهذه المهنة، وهو ما وصفه الضباط بالإرشاد البحري بالخطر المحدق بعملهم، مؤكدين أن ظروف عملهم اليوم جد مثالية، و يرجع الفضل في ذلك إلى الظهير الشريف المنظم لهذه المهنة والصادر سنة 1937،حيث "أن بنوده، يؤكد بعض ضباط الإرشاد البحري ، تضمن لهذه المهنة« الحياد والاستقلالية والاستمرارية رغم قدمه وبساطته، ويبقى الطريقة الأمثل في تسيير هذا القطاع الحيوي والحساس" . وللإشارة فإن معظم الموانئ الأوربية تعتمد الطريقة ذاتها تحت مسميات أخرى تعتمد على مبدأ تجاري محض.. وهو ما جعل محطة الإرشاد البحري بميناء الدارالبيضاء والجرف الأصفر تحظى بتقدير وتنويه مهمين بعد الدراسة التي قام بها مؤخرا مكتب دراسات دولي حول طرق تسيير الإرشاد البحري بالموانئ المغربية. ومن الأمور لتي حافظت على المستوى الجيد لهذه المحطة هي الشروط الصارمة التي وضعها الظهير الشريف لاجتياز مباراة الولوج المفتوحة أمام جميع المغاربة المتوفرين علي الشروط المحددة، ومنها تحديد السن في 35 سنة كحد أقصى مع التوفر على دبلوم ربان أعالي البحار، وتجربة مهنية لا تقل عن 72 شهرا علي ظهر السفن التجارية، كضابط مع تقلد منصب القبطان أو مساعد قبطان، وتتم المباراة تحت إشراف مديرية الملاحة التجارية. إن القوانين الجاري بها العمل الآن تجعل المرشدين المزاولين »"النشيطين"« مالكين للمعدات والقوارب المستعملة بالتساوي. كما جعلت انتقال الملكية من المرشد المغادر إلى المرشد الجديد المتدرب مما يحول دون تعرض حصته بالمحطة للتوريث أو البيع أو ما شابه ذلك، وهو ما جعل هذه المحطة مستمرة وغير معرضة للتصفية أو التوقف، وتنعكس استقلاليتها على حيادها في اتخاذ القرارات التي لا تأخذ بعين الاعتبار إلا السلامة البيئية البحرية وسلامة السفن والميناء ، وهي محايدة سياسيا ونقابيا وتقف على نفس المسافة بن جيمع الفاعلين الاقتصاديين والسلطات المينائية الشيء الذي أكسبها سمعة وطنية و دولية ، فهي عضو مؤسس في الجمعية العالمية للمرشدين. IMPA، كما تحظى بشرف رئاسة الجمعية الأفريقية للمرشدين. "بعد هذه التجربة الغنية والسمعة الدولية والاستقرار الذاتي، لماذا يريد المسؤولون عن القطاع في الوزارة الوصية، تغيير ما هو إيجابي وترك ما هو سلبي في مجالات أخرى؟ " يتساءل بعض المهنيين بالمحطة ذاتها.