حمو الفاضلي، واحد من أولئك اللاعبين الذين تنفست فرقهم برئتهم، تألقت نجومهم بجهدهم، توازنت خطوطهم بحسن مراقبتهم وبجودة تمركزاتهم. قال عنه الأسطورة المدرب الراحل المهدي فاريا: " الفاضلي.. اللاعب الوحيد الذي يمكن أن يلعب لمبارتين متتاليتين دون توقف " لعب الفاضلي لثلاثة عشرة سنة في صفوف فريق الجيش الملكي، فاز معه بكل الألقاب والبطولات، ودافع عن قميص المنتخب الوطني لسنوات عديدة بل وكان أحد أهم صانعي التأهل لمونديال مكسيكو 1986. الفاضلي يروي هنا مذكرات وأسرار مشتركة بينه وبين فريق الجيش الملكي.. من خلف أسوار القلعة العسكرية المحصنة: o وعدت فعلا لصفوف المنتخب الوطني؟ n لم أكن لأرفض دعوة الفريق الوطني، خاصة أنه كان يحتاج للاعبين مخضرمين يساعدون الجيل الجديد من اللاعبين الشباب الذي التحقوا به. لعبنا مباريات كبيرة في تلك الإقصائيات، لكن المباراة التي كانت مثيرة جدا وتحتفظ بها ذاكرتي هي مباراتنا التي لعبناها في الزايير. فقد كنا نحتاج للتعادل فقط للتأهل للدور الموالي من إقصائيات كأس العالم، ولأجل ذلك، تم اعتماد " كوماندو" من اللاعبين الأقوياء بدنيا والذين يحملون تجربة واسعة في مثل تلك المباريات، كان معي في تلك المباراة الزاكي ،البياز، الغرف، بويحياوي، لمريس، الظلمي، احسينة، بيدان، ناضر. أذكر أننا حافظنا على التعادل طيلة دقائق المباراة، إلى أن حلت الدقيقة الأخيرة ليعلن الحكم عن ضربة جزاء للزايير.. شعرنا بالإحباط، لكن الحظ كان معنا في تلك اللحظة، فقد نجح الحارس الزاكي في صد الكرة عندما مدد رجله لترتطم بها وتذهب بعيدا عن مرماه. أتذكر كذلك أن الجمعة سلمتنا نظير تعادلنا في الزايير منحة وصلت إلى 30 ألف درهما للاعب. o كان استقبالكم عند رجوعكم استقبالا كبيرا كما أن المكافآت كانت سخية بعد مونديال المكسيك 1986؟ n نعم انتهت رحلة المكسيك على إيقاع الفرح والسعادة، في محيط الفريق الوطني وفي كل أرجاء المغرب. كان الاستقبال عند رجوعنا كبيرا ورائعا في المطار. أذكر أن المنحة التي تسلمها اللاعبون بعد تحقيقهم لذك الإنجاز المتمثل في المرور إلى الدور الثاني يضاف إليه منح التعادلين والفوز في المباريات الثلاث الأولى، لم تتعد قيمتها 16 مليون سنتيما، استثنينا نحن اللاعبون الذين التحقوا بالمنتخب الوطني بأوامر من جلال الملك الراحل الحسن الثاني، من تسلمها والاستفادة منها. ما حصلنا عليه لم يتعد 10 آلاف درهم فقط، ولم تكن مقدمة من الجامعة أو من وزارة الشباب والرياضة، بل كانت من طرف وزارة السياحة التي رأت أن تكافئ المنتخب الوطني الذي نجح في ترويج صورة المغرب وساهم في لفت أنظار سياح العالم إليه. o وماذا عن علاقتك بالمدرب المهدي فاريا؟ n بصراحة، وبعد رجوعنا من المونديال، واصلت تجاهلي للمدرب فاريا حتى خلال الحصص التدريبية لفريق الجيش الملكي. حاول مرارا التقرب مني لكي تعود المياه إلى مجاريها، لكن نار الغضب لم تكن لتهدأ بتلك السهولة، وكنت ما أزال متأثرا بشكل كبير من عدم مشاركتي زملائي في المنتخب الوطني في مباريات المونديال. ظلت الأمور على ظلك الحال، وأعلنت أمام زملائي وأمام مسيري الفريق العسكري أنني لن أعود للمنتخب الوطني. مرت أكثر من سنتين، كان خلالها المنتخب الوطني قد حضر كأس إفريقيا 1988 التي نظمت فوق أرضنا وأقصينا خلالها في نصف النهاية أمام الكامرون، ليقنعني مسؤولو الجامعة بقبول دعوة المدرب الجديد أنجلينو وكان يساعده المرحوم عبد لله بليندة للعودة مجددا للفريق الوطني الذي كان يستعد للمشاركة في إقصائيات كأس العالم 1990.