يشدد المقاتلون العراقيون الشيعة الخناق حول مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية غربي بغداد كأول مرحلة في هجوم مضاد في محافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية وهي عملية يرجح أن تحدد وجهة الصراع في الأشهر المقبل. وسيطرت الدولة الإسلامية على الرمادي عاصمة الأنبار قبل نحو شهرين لتوسع سيطرتها على وادي نهر الفرات غربي بغداد وتسبب انتكاسة كبرى لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والجيش المدعوم من الولاياتالمتحدة والذي كان يتولى الدفاع عنها. وبينما تعهدت الحكومة في البداية باستعادة الرمادي سريعا يبدو أنها حولت وجهتها الآن صوب الفلوجة الأقرب إلى بغداد إلى الجنوب في خطوة توفر حماية أكبر لخطوط الإمداد اللازمة لشن هجوم مضاد. ومع سعي الحكومة لاسترداد أراض تحول العبادي إلى قوات الحشد الشعبي المكونة بالأساس من مقاتلين شيعة حققوا نجاحا أكبر من الجيش على الأرض. ففي أبريل الماضي استعادت قوات الحشد الشعبي مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين على نهر دجلة إلى الشمال من بغداد. لكن سقوط الرمادي في ماي كانت الحكومة مترددة في نشر المقاتلين الشيعة غربي بغداد في وادي الفرات حيث تناصب القبائل السنية الغرباء العداء منذ عشرات السنين. ويبدو أن الجيش يستفيد من القدرات الإضافية التي توفرها مجموعات الحشد الشعبي التي تضم عناصر تدعمها إيران. ويقصف الطيران والمدفعية كلا من الفلوجة والرمادي في عمليات توقع خسائر كبيرة يوميا في صفوف المتشددين والمدنيين على حد سواء وفقا لما ذكرته مصادر طبية. ويقول رموز من المقاتلين الشيعة إنهم هم من سيتقدم الصفوف على الأرض وليس الجيش. وحقق المقاتلون الشيعة وقوات الجيش تقدما شمالي الفلوجة هذا الأسبوع رغم أنهم واجهوا مقاومة عنيفة من مقاتلي الدولة الإسلامية الذين نشروا سيارات ملغومة لوقف التقدم. وتقول السلطات إنها تسيطر بالفعل على الأطراف الشرقية والجنوبية والغربية للفلوجة. وذكرت مصادر من العشائر والمسلحين في الأنبار أن الدولة الإسلامية شنت هجوما في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة في قرى بين الفلوجة والرمادي اللتين تبعدان عن بعضهما نحو 40 كيلومترا على نهر الفرات. لكن خصوم التنظيم يصرون على أن حملة استعادة الأنبار تسير في الطريق الصحيح. وشهدت الفلوجة أشرس المعارك خلال الاحتلال الأمريكي بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في العام 2003 للإطاحة بصدام حسين وكانت أيضا معقلا للمعارضة السنية للحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.