قال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن التنظيم المتشدد نفذ نحو 30 تفجيرا انتحاريا بسيارات ملغومة للاستيلاء على الرمادي وان نحو عشر من تلك السيارات كانت مماثلة تقريبا في الحجم للشاحنة الملغومة التي قتلت 168 شخصا في مدينة أوكلاهوما عام 1995. وأضاف المسؤول للصحافيين أن الولاياتالمتحدة قررت تزويد العراق بأسلحة مضادة للدبابات عندما زار رئيس الوزراء العراقيواشنطن في ابريل نيسان وأنها تنوي تسليم ألف منظومة من الأسلحة التي تحمل على الكتف طراز (ايه.تي.فور) في أوائل يوينو. واجتاح تنظيم الدولة الإسلامية الرمادي عاصمة محافظة الأنبار مطلع الأسبوع وألحق بالحكومة أكبر انتكاسة تتعرض لها منذ عام وكشف عن ضعف الجيش العراقي وكذلك الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد التنظيم. وتتجمع قوات حكومية تدعمها ميليشيا شيعية تعرف باسم قوات الحشد الشعبي في قاعدة قرب الرمادي استعدادا لشن هجوم مضاد لاستعادة المدينة. وقال المسؤول إن القوات العراقية لم تنهار كلية في الرمادي مثلما حدث في مدينة الموصل العام الماضي وان بعضها على الأقل تمكن من الانسحاب ويقوم حاليا بإعادة تنظيم صفوفه. وما زال الجيش الأمريكي يحاول تحديد التفاصيل المتعلقة بسقوط الرمادي. ونقلت وسائل إعلام تابعة لوزارة الدفاع عن الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قوله أول أمس الأربعاء أن القائد الميداني العراقي اتخذ "ما يبدو أنه قرار أحادي الجانب بالتحرك إلى ما اعتقد أنه موقع أفضل من الناحية الدفاعية". وأضاف ديمبسي أن القائد كان قلقا من أن يحول الطقس السيئ دون توفير الدعم الجوي بقيادة الولاياتالمتحدة. من جهة أخرى، قالت القوات العراقية إنها أحبطت محاولة ثالثة لتنظيم الدولة الإسلامية لاختراق خطوطها الدفاعية شرقي مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار ليل الأربعاء. وتبادلت الشرطة والمقاتلون السنة الموالون للحكومة قذائف المورتر ونيران القناصة مع المتشددين على طول خط المواجهة الجديد في حصيبة الشرقية التي تقع تقريبا في منتصف الطريق بين الرمادي وقاعدة الحبانية حيث يتم الإعداد لهجوم مضاد لاستعادة المدينة. وسقطت الرمادي في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الأحد الماضي في أكبر انتكاسة لقوات الأمن العراقية في نحو عام مما أثار التساؤلات حول استراتيجية التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لإضعاف التنظيم المتشدد وتدميره. ويسعى المتشددون الآن إلى تعزيز مكاسبهم في محافظة الأنبار من خلال محاولة التقدم شرقا صوب قاعدة الحبانية حيث تتجمع قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي الشيعية. وقال الرائد خالد الفهداوي من الشرطة مستخدما الاسم الشائع لتنظيم الدولة الإسلامية "تحاول داعش باستماتة اختراق دفاعاتنا لكن هذا من المستحيل حاليا. حاولوا خلال الليل اختراق دفاعاتنا لكنهم فشلوا. طائرات الهليكوبتر العسكرية كانت في انتظارهم". والحبانية واحدة من الجيوب القليلة المتبقية تحت سيطرة الحكومة في الأنبار وتقع بين الرمادي والفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ أكثر من عام. ويقول مسؤولون محليون إن المتشددين يريدون ضم المدينتين واجتياح ما تبقى من المعاقل الحكومية الواقعة على طول نهر الفرات والحدود مع الأردن والسعودية.