مرت عشر سنوات بالتمام والكمال على تأسيسها، وكانت الأمسية احتفالا نبيلا بعيد الذكرى... عيد لم يكن كباقي الأعياد... عيد عاد بأمر فيه تجديد... والجديد هوأن الجمعية نجحت في توقيع شراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم.. التربية والتعليم؟ أدتى الشروط الموضوعية للحياة الانسانية الكريمة... مكثفا كان الحضور ذلك المساء لإحياء الذكرى العاشرة لجمعية فنون وثقافات التي يرأسها الدكتور قمري زهير... هذا الحضور الغفير غطى جميع أمكنة الفضاء الواسع العريض بمركب محمد الخامس بالعاصمة الاقصتادية، فعاليات من الحقل الفني والرياضي...ومن المجال الثقافي والاعلامي أتت إلا أن تشارك الجمعية الرائدة في حفل افتتاح هذا المقر الذي يستقبلك بصورة كبيرة للراحلين محمود درويش ومحمد مجيد والفنان الهرم الطيب الصديقي أطال الله عمره. صور أخرى لفنانين ومبدعين... نسخ من مقالات هنا وهناك...مكتبة للكتب وأركان يحتضن آلات موسيقية... كراسي متناثرة داخل قاعة مثيرة للاستمتاع الابداعي الفني... وخشبة مملوءة بديكورات منظمة منتظمة. الفنان مامون أطر اللقاء بعفويته الجميلة مبرزا أهم المحطات في مسيرة الجمعية منذ رأت النور: مسيرة ما فيها من القوافل الطبية التي استهدفت المناطق النائية البعيدة شرقا وغربا، جنوبا وشمالا... كما تميز الحفل بعرض شريط وثائقي يوضح بالصوت والصورة أهم المنجزات وأهم الأعمال الاجتماعية التي قدمتها جمعية فنون وثقافات على مر الشهور والسنين. الدكتور قمري زهير، الرجل الذي لابد منه اعتبر عن شعوره العميق بتواجد فئات عريضة من الفنانين المرموقين ومجموعة من المبدعين من مختلف الميادين يلتفون كلهم ويؤمنون بهذه الجمعية وهذا المشروع. وأكد قمري زهير أن إنشء الأكاديمية الوطنية للفنون لم يكن وليد الصدفة والمصادفة، بل هو نتيجة حتمية لمجهودات جبارة واطلاع واسع على مؤسسات مشابهة في البلدان الأكثر تقدما... حيث قام مسؤولون بالجمعية بزيارات متعددة لأكاديميات الفنون بجل أنحاء القارة العجوز. تجاوب الحضور مع عروض الموسيقى المتنوعة... الأداء الفني كان في مستوى تطلعات طلبة المعاهد... نرجس أو مريم أو حليمة أو سهام أو عبلة، أسماء مختلفة آتية من البعيد متأبطة طموحها، ومبتسمة لمستقبلها. هذه الأسماء ماهي إلا صورة رمزية لمئات، بل آلاف الطاقات الشابة التي تحمل في وجدانها خزانا ابداعيا من الواجب، بل من المفروض التنقيب عليه، وصقله بالتالي... وهكذا قد يكون دور الشراكة فعالا في هذا الاطا... مساندة الشباب المغربي على الخلق والابداع... والفن والثقافة في مواجهة التهيمش على حد قول نائب الرئيس الأخ بوشعيب التوربي... الأطفال هم رجال الغد.. والتكوين هنا والآن... وقد يكون المصنوع اليوم، صانعا غدا... وخاتمة الحفل مسك وتجلى هذا المسك خصوصا في ابداع الفنان كريم قمري الذي يعتبر من أكبر العازفين على .السيتار في العالم العربي... وقد لقي هذا الشاب الخجول إقبالا من طرف الحضور المتعدد الاهتمامات... الحاج يونس، وما أدراك ما الحاج يونس، مفخرة العود ببلادنا، أكد مرة أخرى بأنه واحد من عمالة العود الكبار.. ولن ننسى عبد الفتاح النكادي الذي كان وفيا ومخلصا لما ينتظره الجمهور الذواق... انتهى الحفل وستبقى القضية عالقة تتحمل مسؤوليتها الجمعية التواقة دائما ودوما لما هو جميل في نبله، ونبيل في جماله.. ودائما بالتضحية ونكران الذات فها نحن ننتظر المزيد؟