جمعية فنون وثقافات تحتفل بإنشاء الأكاديمية الوطنية للفنون وقعت جمعية فنون وثقافات مساء أول أمس اتفاقية الشراكة بينها وبين الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم جهة الدارالبيضاء الكبرى، للإشراف على الأكاديمية الوطنية للفنون، وقد تزامن هذا الحفل بإحياء الذكرى العاشرة لتأسيس هذه الجمعية الطموحة التي راكمت العديد من الأعمال الاجتماعية، التي تصب في مصلحة الفنانين وأيضا المواطنين العاديين. وتنص هذه الشراكة على تولي جمعية فنون وثقافات التدبير الفني للأكاديمية الوطنية للفنون، في حين تتكلف أكاديمية التربية والتعليم بالجانب الإداري، حتى يتم ضمان الاستمرارية لهذه المؤسسة التربوية وتوفير ظروف جيدة للاشتغال. وفي تأطيره لهذا اللقاء، أشار عضو مسؤول في جمعية فنون وثقافات الفنان المامون صلاج إلى أبرز المحطات في مسيرة الجمعية، المتمثلة بالخصوص في القافلات الطبية التي استهدفت المناطق النائية ببلادنا، وكذا مجموعة من المبادرات التي كانت في خدمة الوضع الاجتماعي للفنانين. كما تطرق المامون إلى الدور الذي يمكن أن تضطلع به الأكاديمية الوطنية للفنون، من حيث سد الخصاص في ما يخص عدد ساعات التعليم الفني التي يستفيد منها الطلبة، ضاربا المثال بحصة البيانو التي لا تتجاوز مدة تدريسها بالمعاهد الموسيقية ساعة واحدة في الأسبوع، في حين أن الأكاديمية من شأنها أن توفر أضعاف هذه المدة والتي يمكن أن تصل إلى ما يفوق ست ساعات أسبوعيا، مما سيساعد على تسريع وتيرة تدريس الطلبة وتلقينهم معلومات كثيفة في مجالات تخصصهم. واستحضر المامون الوضع المتردي الذي كانت تتسم به القاعة التي تحتضن حاليا الأكاديمية الوطنية للفنون، قبل أن يتم تأهيلها وتجهيزها بمختلف المعدات والآليات التي توفر ظروفا ملائمة في التدريس الموسيقي والرسم وغيره من الفنون الجميلة. وتناول الكلمة رئيس جمعية فنون وثقافات زهير القمري، معبرا عن شعوره الفياض بالنظر إلى التفاف فئة عريضة من الفنانين المرموقين والشخصيات الشهيرة في ميادين شتى بهذا المشروع المتمثل في الأكاديمية الوطنية للفنون، مما يدل - حسب القمري- على ثقتهم ومحبتهم للعمل الجمعوي الذي تضطلع به الجمعية منذ عشر سنوات. وذكر القمري أن إنشاء الأكاديمية الوطنية للفنون، يأتي في سياق التطور الذي ما فتئت تشهده بلادنا في ميادين شتى: الطرق السيارة، الصناعة الثقيلة المتمثلة في صناعة الطائرات.. وبالتالي فإنه من الطبيعي جدا أن يكون السوسيو تربوي مواكبا للسوسيو اقتصادي، مع الوعي بالدور الذي يضطلع به الفن والثقافة في ما يخص ترسيخ قيم المحبة والإخلاص والاحترام المتبادل. وأوضح القمري كذلك أن إنشاء الأكاديمية الوطنية للفنون لم يكن وليد الصدفة، بل كان ثمرة اطلاع واسع على مؤسسات مشابهة في البلدان المتقدمة حيث قام مسؤولون بالجمعية بزيارات متعددة لأكاديميات الفنون بألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبلجيكا على سبيل المثال. وأكد على أهمية الشراكة التي عقدتها الجمعية مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة الدارالبيضاء الكبرى، في ما يتعلق بتدبير شؤون الأكاديمية الوطنية للفنون. وتميز هذا الحفل بعرض شريط وثائقي مدته ثمان دقائق، يبرز أهم الأعمال الاجتماعية التي قدمتها جمعية فنون وثقافات، والتي تمثلت في القافلات الطبية، وحفلات الختان، والدعم الاجتماعي لمجموعة من الفنانين، كما تضمن الشريط شهادات في حق الجمعية من طرف مجموعة من نجوم الفن والرياضة، الذين أجمعوا على أهمية المجهودات التي تبذلها الجمعية في خدمة المواطنين المغاربة، سواء كانوا فنانين، أو مجرد أناس بسطاء محتاجين. وكانت مجموعة من الشخصيات: بوشتى الجامعي وعبد اللطيف نديم وعبد الكريم لحلو، على موعد مع تكريم خاص، حيث سلمتهم جمعية فنون وثقافات شهادات تقدير وتذكارات، اعترافا بالخدمات التي يقدمونها لمصلحة المجتمع. وتم اختتام هذا اللقاء بعروض موسيقية متنوعة، حظيت بتجاوب ملحوظ من لدن الجمهور على اختلاف أعماره، وكان الأداء الفني لبعض طلبة المعاهد الفنية مبهرا، رغم أنهم لا يزالون في طور التعلم، فقد أدت نرجس بنساسي بنجاح مقاطع لباخ على آلة البيانو، وكان العزف الموسيقي لمريم كليم على البيانو هي الأخرى ناجحا، وشكلت حليمة وسهام ثنائيا من خلال الأداء الغنائي للأولى باللغة الإنجليزية وعزف الثانية المرهف على آلة البيانون، وأدت عبلة نجيح مقاطع لبتهوفن على آلة البيانو كذلك، كما عزف كرم فيالي بكثير من الحذق والمهارة على آلة القيتار، وكانت هناك مشاركة لطاقات إبداعية أخرى شابة. ومما ميز هذا اللقاء العرض الذي قدمه الفنان الموسيقي الحاج يونس والذي تمثل في تقسيمات مرتجلة على آلة العود، وكذلك عرض الفنان كريم قمري وفرقته، الذي كان عبارة عن توليفة ذات طابع روحاني، بين آلات موسيقية من ثقافات مختلفة.