تم، أول أمس الأحد بطنجة، افتتاح "نادي مولاي أحمد الوكيلي"، عميد الموسيقى الأندلسية المغربية، تخليدا لذكراه، بحضور عدد من الفنانين والمولعين وثلة من الأساتذة الباحثين في مجال موسيقى الآلة. وفي كلمة خلال حفل افتتاح هذا النادي الموسيقي التراثي، الذي جاء بمبادرة من جمعية أبناء وبنات زرياب للموسيقى الأندلسية والروحية بطنجة، بشراكة مع مقاطعة طنجةالمدينة، قال محمد بن علال العوامي، رئيس الجمعية ومدير النادي، إن تأسيس هذا النادي باسم هذا الهرم الفني مبادرة طيبة ذات معاني وأبعاد إنسانية وقيمية الكبيرة ونبيلة، مضيفا أن هذا الصرح الثقافي يأتي ليعزز المنشآت الثقافية بمدينة طنجة. وأكد العوامي أن هذا النادي "سيكون بمثابة مركز ثقافي رهن إشارة كل الفعاليات الثقافية، وفضاء للتواصل بين مختلف الشرائح الاجتماعية وكافة المؤسسات، من أجل التبادل الثقافي والتعاون الفني الهادف بشكل تشاركي خدمة للصالح العام، وذلك من خلال البرنامج السنوي المرتقب والملخص في إعطاء دروس لتعليم الموسيقى لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى إمكانية تخصيص أوقات التداريب الموسيقية لبعض الجمعيات التي لا تتوفر على مقر وكذا أمسيات موسيقية ومختلف اللقاءات والندوات الثقافية بصفة عامة". من جهته، وفي كلمة باسم الفنانين وممارسي تراث موسيقى الآلة، ثمن الفنان إدريس اكديرة هذه المبادرة بإطلاق اسم مولاي أحمد الوكيلي على هذا النادي ك "منارة ثقافية وقبلة لكل هاو ومستزيد ومتعلم"، معتبرا أن ذلك، في حد ذاته، مناسبة إضافية لتكريم هذا الفنان الكبير من رجال الفن الأفذاذ، أداء وتوثيقا ورواية وفهما. وذكر اكديرة بأن الوكيلي عمل بإخلاص وتفان في مجال موسيقى الآلة طيلة عقود من الزمان، واستمر عمله وجهده موصولا متجددا ممتدا في الأجيال اللاحقة من الموسيقيين. واعتبر أن تجربته ومدرسته الفنية لم تتجاوز بعد، بل يمكن القول إنها لم تستوعب بما فيه الكفاية من طرف الأجيال الحالية من الممارسين والمهتمين على حد سواء. وقال إن المسار الفني لمولاي أحمد الوكيلي تميز بعمله من أجل ترسيخ الطابع الأكاديمي لموسيقى الآلة، ما جعله متفردا ومتميزا في منهجه وطريقة عمله، وأن أبرز ما يسجل له هو كونه أول من طور موسيقى الآلة وأدخل عليها آلات موسيقية لم تكن تستعمل قبله في هذا الفن. ولخص الفنان ادريس اكديرة الدور الذي قام به الوكيلي في موسيقى الآلة في عنصرين أساسيين، يتعلق الأول بالتجديد في الغناء والثاني بالتجديد في العزف، حيث كان جوقه يضم كل الآلات التقليدية المعروفة، مع انفتاحه على آلات أخرى لم تكن الأجواق التقليدية تستعملها، وهكذا فقد أعطى الوكيلي أهمية كبيرة للجانب الموسيقي وعمل على إبراز صنائع جديدة، وأعطى الحيز الزمني حقه عند الأداء وأضفى هيبة خاصة على الجوق. وقد تخلل هذا الحفل فقرات من فن موسيقى الآلة أدتها مجموعة أبناء وبنات زرياب للموسيقى الأندلسية والروحية. يذكر أن مولاي أحمد الوكيلي أحد الأسماء البارزة في مجال الموسيقى الأندلسية، ولد سنة 1909 بفاس وتوفي في نونبر 1988 بمدينة الرباط التي ووري جثمانه بها. وقد ترأس جوق الإذاعة الوطنية منذ سنة 1953 إلى سنة وفاته. وتزخر الإذاعة الوطنية بالعديد من الروائع والموثقات لفن موسيقى الآلة التي حرص الراحل على ضبطها أكاديميا لتنهل من معينها الأجيال الناشئة. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)