احتضنت القاعة الكبرى لفاسالمدينة (البطحاء) مساء أمس الجمعة حفلا فنيا إحياء للذكرى ال 25 لوفاة عميد الموسيقى الأندلسية أحمد الوكيلي (1908 - 1988) نظمته جمعية بعث الموسيقى الأندلسية بفاس. وشكل إحياء ذكرى وفاة هذا الهرم الفني الذي أقيم بدعم من وزارة الثقافة والعديد من الهيئات والمؤسسات مناسبة لتثمين ما قدمه الراحل أحمد الوكيلي والوقوف عند عطائه الفني وما خلفه من أعمال توثيقية للموسيقى الأندلسية، وكذا مناسبة للتفكير في مستقبل هذه الموسيقى كجزء من التراث الفني المغربي والتساؤل مجددا حول مؤشرات الحفاظ على هذا اللون الموسيقي، حسب وكالة الأنباء المغربية. وشارك في إحياء هذه السهرة الموسيقية التي تابعها جمهور كبير من المولعين وعشاق الموسيقى الأندلسية كل من جوق الرباط لموسيقى الآلة برئاسة الفنان إدريس اكديرة وجوق البريهي برئاسة الفنان أنس العطار. وفي كلمة باسم "جمعية بعث الموسيقى الأندلسية بفاس" التي أشرفت على تنظيم هذا الحفل قال رئيسها سعيد ابن الحاج السلمي إن هذه المبادرة تحمل في ثناياها معاني الاعتراف والوفاء والتقدير لرجل كبير من رجال الفن وأحد الذين عملوا بإخلاص وتفان طيلة عقود من الزمان واستمر عمله وجهده موصولا متجددا ممتدا في أجيال من الموسيقيين. وثمن كل المبادرات والتظاهرات واللقاءات حول موسيقى الآلة وتكريم روادها أيا كان موضوعها من حيث أهميتها سواء التوثيقية والعلمية أو تكريسها لاستمرارية هذا التراث الموسيقي أو باعتبارها فضاء لتلاقي وتلاقح الصيغ الأدائية والتجارب والمدارس، معربا عن شكر الجمعية لكل الجهات والمؤسسات التي دعمت إقامة هذا الحفل الثقافي الفني. وتميز هذا الحفل بتقديم هدية تذكارية لأسرة الفنان الراحل ودرعين يؤرخان للمناسبة لرئيسي جوقي الرباطوفاس كما تم تقديم كتاب "مولاي أحمد الوكيلي .. ذاكرة فنان" أنجزه ابن الراحل حاتم الوكيلي. كما نظمت عشية اليوم نفسه ندوة علمية حول موضوع "مولاي أحمد الوكيلي .. منجزاته" أطرها كل من الباحث يونس الشامي الذي تناول موضوع "أهمية التوثيق في تواريخ الموسيقى الأندلسية وتراجم رجالاتها .. مولاي أحمد الوكيلي نموذجا" والفنان إدريس اكديرة الذي قدم عرضا حول موضوع "مولاي أحمد الوكيلي .. الموسيقى الأندلسية بين الأداء اللحظي الاحتفالي والتقعيد الأكاديمي" أبرز من خلالها الاختلاف بين سمة اللحظة الاحتفالية والارتجال التي تبقى بصفة عامة الطابع الذي يهيمن على جل الأجواق الأندلسية وبين السمات والخصائص التي ميزت "المدرسة الوكيلية" أو ما يصطلح عليه بالأسلوب الأكاديمي الذي ميز أداء جوق الإذاعة الوطنية برئاسة الفنان الراحل. كما شارك في هذه الندوة الفنان عبد الفتاح بنموسى بمداخلة عنونها ب"مولاي أحمد الوكيلي .. عبقرية التصور وأسلوب التعبير" لخص من خلالها الدور الذي قام به الوكيلي في الموسيقى الأندلسية والذي تجلى في عنصرين أساسيين يتعلقان بالتجديد في الغناء والتجديد في العزف، مستعرضا مسار الوكيلي الذي اتسم بالمزج بين الإتقان والتلقائية الفنية. أما الباحث عبد المالك الشامي نائب رئيس الجمعية فقدم مداخلة تحت عنوان "مولاي أحمد الوكيلي .. جوانب خفية في تكوين العالم الفنان ليصبح الفنان العالم" استجلى فيه بعض الملامح والجوانب التي ميزت شخصية الفنان الراحل اجتماعيا وفنيا وإداريا مما يجهله الكثيرون عن مسار هذا المبدع التراثي.