دورة عالية امجاهد اختتمت يوم أمس الأحد بشفشاون فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لملتقى الأندلسيات، التي حملت هذه السنة اسم الفنانة الرائدة المرحومة عالية امجاهد بمشاركة أبرز الاجواق المغربية المهتمة بمجال الموسيقى الأندلسية. وأكد مندوب وزارة الثقافة بجهة طنجةتطوان، محمد الثقال، بمناسبة افتتاح الملتقى الذي حمل شعار «ليالي رمضانية بعبق أندلسي»، أن هذه التظاهرة بالإضافة الى بعدها وطابعها التنشيطي الثقافي، تروم الحفاظ على التراث اللامادي المغربي والهوية التراثية للمغرب، وإبراز خصوصيات فن الطرب الأندلسي كأحد الألوان الموسيقية الأصيلة ،الذي يعكس البعد المتوسطي والاندلسي للثقافة المغربية. وأضاف أن الملتقى ،الذي انطلق يوم الجمعة الماضي، يحرص كل سنة على تقديم إبداعات أبرز الأجواق المغربية من منطلق توثيق الطرب الأندلسي وضمان تألقه ،وكذا تقريب مختلف الأجيال ،خاصة الشباب ،من نفائس هذا الفن الأصيل. ويروم الملتقى أيضا ، حسب الثقال ، تشجيع الفرق الموسيقية المعنية بفن «الآلة» على العطاء والمثابرة، و حفظ موسيقى الآلة الأندلسية وصيانتها، بوصفها موروثا غنائيا وطنيا أصيلا، إضافة إلى العناية بالفرق والمجموعات المهتمة بهذا الفن التراثي العريق. وعن اختيار اسم الفنانة الراحلة عالية امجاهد عنوانا للدورة الحالية ، أبرز المصدر نفسه أن هذا الاختيار أملته ثقافة الاعتراف ، وكذا إيمانا من وزارة الثقافة بضرورة «استحضار الرموز الفنية التي طبعت رصيد هذا الفن ،وتقديرا للمرحومة عالية امجاهد ومكانتها الرفيعة في الذاكرة الموسيقية المغربية الأصيلة، وكذا سعيا إلى استحضار جهدها الإبداعي لدى الجيل الجديد من فناني طرب الآلة». وتشارك في هذه الدورة أجواق مهتمة بمجال الموسيقى الأندلسية تنتمي الى مدن تطوانوالرباطوالدارالبيضاءوفاسومكناسوطنجة وشفشاون وآسفي ،يتقدمها جوق شباب تطوان برئاسة الفنان فهد ابن كيران ،الذي افتتح فعاليات الملتقى بعرض شيق تناول نصوصا أدبية عريقة وأوزانا إيقاعية من نوبة رمل الماية ونوبة الإستهلال ونوبة الأصبهان. واسدل ستار الملتقى بأداء جوق الرباط للآلة برئاسة الفنان إدريس اكديرة، فيما سينشط باقي فقرات الدورة كورال دار الآلة من الدارالبيضاء برئاسة عبد الحميد السباعي ،وجوق نهضة الموسيقى الاندلسية من مكناس برئاسة توفيق حميش، وجوق عبد الكريم الرايس من فاس برئاسة محمد بريول، وجوق أبناء وبنات زرياب للموسيقى الاندلسية بطنجة. كما أحيي فقرات الملتقى ،الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون مع الجماعة الحضرية لشفشاون ، جوق المعهد الموسيقي بشفشاون للموسيقى الاندلسية برئاسة العياشي الفاسي وجوق الموسيقى الاندلسية بمدينة آسفي برئاسة المنشد عبد المجيد بوجوادة. وتم بمناسبة هذه التظاهرة الفنية الراقية إقامة تكريمين خاصين لعلمين موسيقيين، هما محمد بريول واحمد المرابط. وكرمت هذه الدورة كذلك المبدع الشيخ محمد ابريول باعتباره أحد أعلام موسيقى الآلة في الوقت الراهن، ممن زاوجوا بين تشرب هذا الفن على يد رواده الكبار، والتكوين الأكاديمي الصرف، كما أن تكريم الفنان الرائد أحمد المرابط يأتي باعتبار هذا الأخير من أمهر العازفين على آلة الكلارنيت، اضافة الى عطاءاتهما معا المتميزة ومساهمتهما في خدمة الموسيقى الأندلسية. واستعراضا لمهارات طلبة المعاهد الموسيقية بجهة طنجةتطوان ، تنافس في هذا الملتقى عدد من الطاقات الشابة لإبراز مواهبها الإبداعية الخلاقة في إطار المسابقة الجهوية في العزف والإنشاد،التي كللت بمنح جوائز تشجيعية للفائزين.