حظي المولعون بطرب الآلة والموسيقى الأندلسية بمدينة طنجة، مساء أمس الجمعة، بسهرة فنية راقية في أولى ليالي ملتقى هواة الموسيقى الأندلسية. وأحيت مجموعة جمعية روافد موسيقية برئاسة الفنان عمر المتيوي وجوق شباب الأندلس برئاسة أمين الدبي ومشاركة الفنان محمد باجدوب أولى سهرات الملتقى الذي تنظمه جمعية نسائم الأندلس لهواة الموسيقى الأندلسية. وأطرب جمهور الملتقى، الذي يتضمن تكريما لمجموعة من أعلام هذا النمط الموسيقي من بينهم عبد الكريم الرايس ومولاي أحمد الوكيلي ومحمد العربي التمسماني، على إيقاعات العود والقانون والسيتار ومجموعة من الآلات الموسيقية العتيقة في تناغم تام مع الكلام المرصع للموشحات الأندلسية التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب. وقدمت مجموعة روافد موسيقية، على الخصوص، مقاطع من ميزان الابطايحي من طبع عراق العجم، بينما قدمت مجموعة شباب الأندلس ميزان البسيط من طبع الاستهلال، ما جعل الجمهور يستمتع بأنغام متنوعة من طرب الآلة. وتأسست جمعية روافد، التي يرأسها عمر المتيوي وتسير مركزا للموسيقى التقليدية بطنجة، سنة 2004 من أجل الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي المغاربي المشترك بهدف إحياء هذا الفن من خلال مبادرات ملموسة عبر التعليم والتكوين وإعادة ترميم مجموعة من الآلات. وتشارك المجموعة في عدد من الملتقيات والمهرجانات الفنية التي تعنى بالموسيقى التقليدية والعريقة، كما تنظم مهرجان "طرب طنجة" سنويا لإمتاع سكان المدينة بهذا الفن الذي يعتبر أحد الجسور الثقافية بين الأندلس والمغرب. كما تأسست جمعية شباب الأندلس سنة 1993 من طرف جوق يحمل الاسم ذاته والذي يعود تاريخ تشكيله إلى سنة 1987 بهدف الحفاظ على غنى التراث الأندلسي عبر تنظيم سهرات ومهرجانات وملتقيات فكرية حول الموسيقى الأندلسية. وتميزت السهرة الأولى من ملتقى هواة الموسيقى الأندلسية بتكريم واحد من أعلام طرب الآلة بمدينة طنجة، ويتعلق الأمر بجمال الدين بنعلال مدير المعهد الموسيقي وعازف الكمان وأحد مؤسسي جوق الموسيقى الأندلسية بالمعهد الموسيقي تحت رئاسة الشيخ أحمد الزيتوني سنة 1981. وأكد رئيس جمعية نسائم الأندلس، أحمد كنون، في كلمة بالمناسبة، أن الدورة الثانية من الملتقى توجت جهود الجمعية من أجل الحفاظ على التراث الموسيقي الأندلسي وصون هذا الموروث الثقافي تماشيا مع تطلعات جمهور مدينة طنجة المولع بهذا النوع الموسيقي. وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الجمعية استثمرت في تعليم هذا التقليد الفني المتوارث من أجل ضمان استمراره لدى الأجيال المقبلة عبر تشكيل مجموعة موسيقية تتكون، أساسا، من الشباب المولع بهذا الفن. ومن المنتظر أن يختتم الملتقى مساء اليوم السبت بتنظيم سهرة ثانية يحييها جوق المعهد الموسيقي بتطوان برئاسة المهدي شعشوع، وجوق عبد الكريم الرايس من فاس برئاسة محمد ابرويل.