في أمسية موسيقية حالمة صدحت فيها الكلمات والألحان الشجية المغربية، أسر الفنان المغربي الحاج يونس بعزفه المتفرد على آلة العود قلوب جمهور راق احتشد مساء أمس الثلاثاء في قاعة حفل فندق "أوبروي" الشهير بنيودلهي، لاكتشاف أنغام فنية متميزة. وعزف الفنان الحاج يونس رفقة موسيقيين مغاربة ألحان ارتجالية جميلة ، مزجت بين قوالب الموسيقى الأندلسية والتراثية المغربية ، والأنغام الهندية ، مما أضفى نكهة موسيقية خاصة دبت النشوة في أوصال حضور تواق للفن الراقي ، اهتز طربا وحبورا. وشنف الفنان المغربي في أمسية فنية حملت عناوين التلاقح والتجريب الموسيقي الخلاق ، الأسماع بنغمات عوده الرنانة الشجية التي تستثير أعماق الوجدان ، رفقة مايسترو آلة الكمان الموسيقار المغربي أمير علي ، وقمري كريم ، أحد العازفين القلائل على آلة السيتار في الوطن العربي ، و حسن كرم عازف الايقاع . وسافر الفنان المغربي خلال هذه الأمسية ، التي نظمها المكتب الشريف للفوسفاط على هامش مشاركته في الاجتماع السنوي للجمعية الهندية للأسمدة، إلى عوالم التراث الأندلسي والتواشي السبع، فضلا عن معزوفات تراثية وعصرية مغربية وشرقية وهندية. وقال الفنان المغربي أن الرؤية الفنية للحفل ركزت على إيصال الموسيقى المغربية الأصيلة إلى المتلقي الهندي عبر انسيابية الألحان التي مزجت بين إيقاعات العود والكمان والدربوكة الشرقية وآلة السيتارة، عاكسة تلاقح ثقافتين وحضارتين عريقتين، عربية وهندية. وأضاف الحاج يونس الذي التقت به وكالة المغرب العربي للأنباء في نيودلهي ، أن المقامات الموسيقية الهندية لا تتوفر على ربع المقام ك(البياتي والراست والسيكا) ، لكن الايقاعات الهندية والآسيوية عموما تكاد تتشابه مع نظيرتها المغربية ، مما يفسر تعلق الجمهور المغربي بسحر أنغام شبه القارة الهندية. وأوضح الحاج يونس ، الذي سبق أن ولج أسرار العالم الهندي من خلال عروضه في الهند وأندونيسيا وماليزيا، أن هذه التجارب "تسمح للفنان أن يكون على المحك مع كل الثقافات لإثراء مساره الفني وأن يخاطب بعزفه وجدان جمهور يكتشفه ويمس بإحساسه الرهيف شغاف القلب". وخاض الفنان المغربي تجربة مماثلة في نيودلهي في دجنبر 2008 رفقة الموسيقي الهندي العالمي أبهاي روستوم سوبوري، مايسترو آلة السنتور، الذي قدم عروضا في أهم العواصم العالمية، وشارك في أحد المهرجانات المغربية. كما رافق بعزفه على آلة العود الفنانة الهندية "فياتشا"، إحدى أبرز فنانات الإنشاد الصوفي بالقارة الأسيوية. وعبر جولاته ومغامراته الفنية المختلفة ، يظل الحاج يونس مهموما بتقديم الفن الأصيل والإبداع فيه ، مقتنعا أن على الفنان أن "يحمل رسالة فنية تربوية تهذيبية تسعى إلى السمو بالنفس لمواجهة الانحطاط الفني وتدني الذوق". أما آلة العود ، فهي الحب الأبدي للفنان الحاج يونس ، علاقة عشق استمرت ولاتزال لأزيد من 45 سنة كان من ثمارها عدة جوائز وأوسمة أبرزها العود الذهبي عام 1983 ، الذي تسلمه من يدي جلالة المغفور له الحسن الثاني ، وحصل سنة 2000 على وسام الثقافة لأجل السلام من الاممالمتحدة سلم له بنيويورك ، وعين سفيرا للثقافة المغربية بالولايات المتحدة عام 2004 ، كما نال سنة 2008 وسام أكاديمية "فيرماي" الفرنسية . كما حظي الفنان الحاج يونس بعدة تكريمات من ضمنها تكريم من جامعة "جورج تاون" الامريكية.