تهور،استهتار، عدم تقدير لعواقب سلوك «شاذ» ... أوصاف كثيرة يمكن أن تنعت بها تصرفات تسم مسلكيات أفراد غالبا ماتكون لها تداعيات سلبية على الجماعة أو المجتمع. لنتأمل هذا المشهد، الذي تتكرر – للأسف – تجلياته يوميا بمختلف شوارع وطرقات « عاصمة المال والأعمال». سائقا سيارتي أجرة – بيضاء وحمراء – اختلفا حول حق أسبقية المرور في ملتقى طرق حيوي وسط المدينة، عوض تجاوز الأمر وتبادل الابتسامة، إن أمكن، ومواصلة مسار البحث عن «رزق الأولاد» ، كل واحد حسب وجهته، ترجلا تاركين سيارتيهما في «قلب» الملتقى، وأطلقا العنان للسانيهما في حصة «مجانية» لتبادل مفردات « الغضب» وعدم التسامح، دون اكتراث بصوت الطرامواي المتصاعد تنبيها لإفساح الطريق؟ حالة، من بين أخرى، كان من الممكن أن يتمخض عنها ما يدمع العين ويدمي القلب ، لكن الله سلم، في وقت كان الطبيعي – كما في عواصم العالم المتمدن - عدم حدوث مثل هذا «العراك الكلامي» أصلا! للتذكير سجلت هذه الواقعة غير المشرفة قبل حلول رمضان المبارك بأيام، والذي ،للأسف، عادة ماتكثر ، في «نهاراته»، المسلكيات الرعناء تحت يافطة «الترمضينة»، التي لا علاقة لها إطلاقا بما يحث عليه الشهر الفضيل من أخلاق طيبة.