استغربت مجموعة من الفعاليات الرجاوية مناورة الرئيس محمد بودريقة بعد أن تراجع عن استقالته، حيث شرع في عقد لقاءات لحشد الدعم والمساندة، قبل أن يعلن في الأخير أنه استجاب لمطلب القاعدة الرجاوية، وأنه أجبر على مواصلة مهمته. واعتبرت مصادرنا أن بودريقة قدم صورة سيئة للمسير الرجاوي، غير الملتزم بالوعود والعهود، حيث غالبا ما ينقض وعده، ويضرب عرض الحائط بكل التزاماته، مستحضرة واقعة الاستقالة من الجامعة، والتي سرعان ما تراجع عنها، بعد أن هدأت العاصفة. وألمحت ذات المصادر إلى أن الرئيس الرجاوي يوظف بعض المقربين منه لحشد الأصوات الداعمة لبقائه، سواء من داخل البيت الرجاوي أو خارجه، حيث شهد بيت أحد المحبين الرجاويين عشاء يوم الجمعة الماضي، كان محوره الرئيسي هو بقاء بودريقة على رأس الرجاء، وهو الذي أعلن في خطبة وداع مطولة، نشرها على صفحته الرسمية أنه لن يواصل بالرجاء وأنه سيترك القلعة الخضراء مباشرة بعد الجمع العام العادي ليوم فاتح يوليوز، حيث سيتحول هذا إلى استثنائي، يتم فيه انتخاب رئيس جديد. وشهد هذا العشاء حضور بعض الجمعيات المساندة للفريق والأولترات، باستثناء الغرين بويز، التي اتخذت موقفا رافضا لمثل هذه المبادرات، خاصة وأنها تؤمن باستقلالية الأولترات. وألقى بودريقة في هذا العشاء مرة أخرى كلمة علق فيها نتائجه الكارثية على الإعلام، واتهمه بالتشويش على الفريق، وزعزعة استقراره، ملمحا إلى أن بعض المنابر الإعلامية تحركها جهات تتربص بالفريق. مناورة بودريقة، اعتبرتها مصادرنا، نموذجا لتسييرهاو، لا يتأسس على بعد استراتيجي تكون فيه مصلحة الفريق هي المحرك، وتسيطر عليه الأهواء الخاصة. وأشارت ذات المصادر إلى أن النتائج الجيدة التي حققها الفريق في السنتين الأولى والثانية من عهد بودريقة لعبت فيها الصدفة دورا كبيرا، بدليل أن الموسم الماضي عجز فيه الفريق عن تحقيق أي شيء وحصد التواضع في كل المنافسات التي راهن عليها. واستغربت ذات المصادر تدخل عبد الحق ماندوزا، رئيس ودادية المدربين، ومحمد جودار، رئيس عصبة الدارالبيضاء الكبرى لكرة القدم، من أجل دفع بودريقة إلى البقاء، وأيضا يوسف روسي، وكذا مصطفى الحداوي، في وقت تطالب فيه فئة كبيرة من الأنصار والمحبين بالرحيل، بل تدعوه إلى الالتزام بوعده وترك كرسي الرئاسة لمن هو أهل منه. إن فريق الرجاء البيضاوي ظل نموذجا يحتذى به في التسيير وقدم رجالا أغنوا المشهد الكروي والرياضي بشكل عام، من خلال ما قدموه على رأس الفريق الأخضر، يجد نفسه اليوم بين يدي مكتب لا يستقر على حال، مكتب يتصدره رئيس يحتاج إلى مزيد من النضج والحكمة، لأن فريق الرجاء أسسه وبناه الرجال لا يستحق أن يتحول إلى «لعبة» تتقاذفها المصالح. واستحضرت هنا مصادر حالة فريق الوداد مع أكرم، وكيف تحول الفريق من منافس على الألقاب، إلى فريق عادي يلعب بدون روح أو هوية، قبل أن تنطلق حملة واسعة، استعلمت فيها الكثير من حيطان المغرب لدفع أكرم إلى الرحيل، فهل سيتكرر السيناريو هذه المرة بلون أخضر؟