تتقاسم أوروغواي والأرجنتينوالبرازيل فيما بينها 46 لقبا موندياليا وقاريا، وتضم أسماء تحدث تصدعات في أقوى الدفاعات، وتجعل مواجهة منتخبات أمثال جامايكا وباراغواي وبيرو أشبه بنزهة، ولكن ليس في كوباأمريكا لكرة القدم، 2015 المقامة في تشيلي. البطولة، التي انطلقت بفوز غير مقنع لأصحاب الأرض والضيافة (تشيلي) على الإكوادور، التي أصابتها لعنة الاصابات بهدفين نظيفين أولهما من ركلة جزاء مشكوك في صحتها، لكنها منحتها صدارة المجموعة الأولى، أثبتت أنها لا تعترف بالتاريخ أو الأسماء، وإنما بالجهد الذي يبذله المنافسون على أرضية الملعب، حتى لو كان سجلا بحجم انجازات منتخب الأرجنتين. المنتخب الأرجنتيني، المتوج ببطولة كوباأمريكا 14 مرة والمونديال مرتين، قدم خلال الشوط الأول من مواجهة باراغواي أداء يليق بنجومه، وأبرزهم ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات، وأنخل دي ماريا وسيرخيو أغويرو، والذي مكنه من التقدم بهدفين نظيفين ل»كان» و»البرغوث». ولكن الشوط الثاني حمل مفاجآت غير سارة لكتيبة الأرجنتيني خيراردو «تاتا» مارتينو، حيث بث مدرب باراغواي رامون دياز في لاعبيه الروح المطلوبة خلال الاستراحة وفي خطة اللعب التغييرات، التي جعلته قادرا على فرض ايقاعهم على «راقصي التانغو» في ظل ذهول الجميع، و»قلق» مارتينو. ولم يشفع ذهول الجماهير أو تحير مارتينو للمنتخب الأرجنتيني، الذي حل ثانيا في المجموعة الثانية من البطولة، خلف أوروغواي، التي لم تظهر هي الأخرى بأزهى صورها أمام المنتخب الجامايكي القوي بدنيا. وحتى مع افتقاره للمسات والمهارات، أحرج المنتخب الجامايكي في مشاركته الأولى بالبطولة، حامل اللقب، (السيليستي) والذي توج بالبطولة 15 مرة (رقم قياسي)، يضاف إليها لقبان في المونديال. خطوط المنتخب الأوروغوياني كانت متباعدة للغاية في الشوط الأول وبدا إدينسون كافاني خلال فترات طويلة منه أشبه بضيف شرف، أتيحت له مساحة أكبر في الشوط الثاني، الذي اكتفى خلاله ببعض المحاولات بينما منح كريستيان رودريغيز منتخب بلاده النقاط الثلاثة بهدفه في مرمى جامايكا الشجاعة. ولم يكن المنتخب الضيف في النسخة الحالية وحده من يتمتع بالشجاعة، بيرو هي الأخرى يحسب لها مقارعة البرازيل «الجريحة» بندية طوال المباراة، وهو ما انعكس في النتيجة على الأقل حتى نهاية الوقت الأصلي من اللقاء. كانت الدقائق الأولى من المباراة قمة في الإثارة، حيث أحرز كريستيان كويبا الهدف الأول لبيرو بعد مرور دقيقتين فقط، وسريعا ما تعادل النجم البرازيلي نيمار برأسية رائعة. وتبين خلال المباراة أن «أنياب» البرازيل عبارة عن «أسنان لبنية» لم تتمكن من إلحاق الأذى بالمنتخب البيروفي الشجاع، حتى الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، حينما خادع نيمار الجميع بتمرير كرة ماكرة من عرض الملعب داخل منطقة الجزاء، ليضعها دوغلاس كوستا في المرمى، بعد أن كان مدافعو المنافس، وحتى زميله، يعتقدون أنه سيصوبها أرضية بيمناه كعادته. خدعة نيمار ومن قبلها لمساته الساحرة منحت البرازيل صدارة المجموعة الثالثة، وأنقذتها من مصير المنتخب الكولومبي، الذي كان الكثيرون يعتبرونه حصانا أسود في البطولة، خاصة بعد الأداء المبهر والنتائج التاريخية التي حققها في المونديال. فقد سقطت كولومبيا بكامل نجومها أمام منتخب فنزويلا، المؤلف من لاعبين لا يحظون بشهرة واسعة على الصعيد العالمي، بهدف نظيف. وكان اللعب الجماعي وتضييق المساحات كافيا لوقف الامدادات التي تصل إلى راداميل فالكاو وخاميس رودريغيزز والتقليل من خطورتهما، وباستغلال هفوة دفاعية تمكن خوسيه سالومون روندون من تسجيل هدف منح فنزويلا ثلاث نقاط، تتقاسم بها المجموعة الثالثة مع البرازيل. تشيلي تفي بالتوقعات وتتصدر المجموعة الأولى أمام بوليفيا التي تعادلت سلبيا في مباراة مملة أمام المكسيك، والأرجنتين تحقق تعادلا بطعم الخسارة أمام باراغواي وتحل ثانية بنقطة، خلف أوروغواي المتصدرة التي فازت بشق الأنفس على جامايكا، بينما فازت فنزويلاوالبرازيل على كولومبياوبيرو، التي أكملت رغم ذلك مسلسل احراج الكبار في الجولة الافتتاحية للبطولة.