انتقل رئيس الحكومة بصراعه مع مسؤولي قناة دوزيم إلى سرعة أخرى، عندما تدخل شخصيا في مراسلة الهاكا حول ما اعتبره إخلالا بالحياء العام في يوم الناس هذا، ليس لي مزاج لكي أكون جديا مع رئيس الحكومة، وليس لي مزاج كي أراقب الحرب الدائرة، وأفضل أن أطل عليها من شرفة الفكاهة. ففي هذه الحرب، يقع كما يقع في القنص، مع فارق بسيط سبقنا إليه الجنرال دوغول، هو أن الأرانب بدورها تطلق النار.. فيا أرانب قلبي لا تطلقي النار علي واتركيني أمازح رئيس الحكومة، أو القناص الأكبر في هذا الوغى، وما يبعث روح الدعابة هو أن السيد رئيس الحكومة استعمل عبارة بدت لي كما لو أنها تمرين على النسيان، أكثر منها اختبار لقدراته الدستورية. فقد راسل حكماء الهاكا، والذين سبقهم إليه وزير الاتصال مصطفى الخلفي، بعد أن جمع مقاطع من حفل جينفير لوبيز الفاضلة التي لا تسكر ولا تسهر ولا تدخن ولا تنمم في أخواتها اللاتينيات إلا عبر استنغرام.. وبعد معاينة مباشرة للساقين العاريين الجميلين، كتب يقول إن في الحفلة مشاهد «ذات إيحاءات جنسية مخلة بالحياء».. وهو لم يقل لنا، مثلا أنه شعر بالرغبة بسببها، ولا قال لنا أنه أحس بالحرارة تجتاح جسده كما اجتاحت جيوش صدام حسين القاهرة بلدة الكويت النائمة ولكنه، بدون شك، شعر بأنها تغمزه وشعر بأنها تغازله وشعر بأن عينه .. تزني! والمومن قد يزني كما يعرف الأستاذ عبد الإله بنكيران عندما يشعر برغبة جنسية عارمة أو عندما يستبد به الحب والغرام... ومن لا يحلم بجينيفر «ماعندو نفس»، كما قال لنا رئيس الحكومة ذاته عندما أراد أن يقنعنا بأن الحل في جريمة الخيانة الزوجية، عندما تضبط زوجتك مع رجل آخر،، هو القتل. أما هي إذا ضبطتك، فالمطلوب أنها ستتنازل أو ستراسل الهاكا بدورها! يقول بنكيران، بالفصيح إن الحفلة تضمنت مشاهد «ذات إيحاءات جنسية مخلة بالحياء». أولا، قد تكون هناك إيحاءت جنسية غير مخلة بالحياء، وهو ما يشكل تطورا كبيرا في تصور رئيس الحكومة، بعد أن أقنعنا طوال ثلاث سنوات أن الإيحاءات الجنسية هي بالضرورة مخلة بالحياء.. ثانيا، الفرق غير واضح بين الإيحاءات الجنسية وبين الإخلال بالحياء في نوازل بنكيران، ومع علينا سوى أن نتذكر «مشاهد» أمينة خباب التي طاردها في البرلمان بسبب ذراعها .. وهو ما يؤكد ثالثا أن الإيحاء الجنسي ليس سببه السيقان دائما أو الرقص، فقد يكون سببه ذراع عاملة تشتغل على التقاط الصور بالكاميرا ثالثا بين خباب وجنيفير لوبيز مشترك كبير هو ...الكاميرا. وشخصيا أستبعد أن يكون بنكيران قلق من الساق إذا التقت بالساق أو بالذراع، فما لم ننتبه له جيدا هو أن الرجل يطارد الكاميرا.. نصل إلى الإيحاء الجنسي. على السيد بنكيران أن يحتاط ويفكر مجددا في مراسلته، لأن ما كتبه قد يأخذه أعداء المعارضة في البام، والسيدة ميلودة حازب لوبيز وتقول له بأن عبارته الشهيرة «ديالي اكبير علي ديالك» له إيحاء جنسي واضح، لا يستطيع أن يدعي كما في فاتح ماي بأنه لم يقصد الضمير المستتر تقديره هما، اي ديالو واديالها!! اللغة تحكمنا بالاستعارة، ولهذا عليه أن يفكر في استعارته عندما يتحدث عن استعارة جينيفير لوبيز بنت الروبيو! لا شك أن الوزير ورئيسه يدركان أنها معركة تبحث عن رؤس وقد حان قطافها في المرحلة الحالية، والناس على أبواب الانتخابات، وأن الإيحاء الجنسي يكمن في الأصوات، ليس الغنائية فقط بل الأصوات الانتخابية بدورها.. ومهما كانت نتيجة الحرب، فلا شك أننا سنظل نتذكر الإيحاء الجنسي للسيقان العارية، فوق منصة الرباط وفي التلفزيون: لا يهم أن يشاهد الناس السيقان العارية مباشرة ولا يهم أن يتأملوا الممتلكات الخاصة بالسيدة جينفير بنت النفير بالعين المجردة، المهم هو ألا يروا ذلك في التلفزيون، فالجريمة لا تصبح كذلك إلا إذا نقلتها الكاميرا. في الفيلم الذي منعوه أيضا الكاميرا.. ألم أقل لكم إن مشكل ة بنكيران هي مع الكاميرا وليس مع لوبيز ولا خباب ولا عيوش ولا هم يحزنون.. الكاميرا هي الأداة الجنسية بامتياز، وهي بهذا المعنى تشكل عند رئيس الحكومة ما تشكله يد المهراز والخيزو عند الزمزمي. صافي اوقف احميد، وصلنا للزمزمي خلاص!!