عرفت ظاهرة الذبيحة السرية على طول الطريق الوطنية رقم 07، مرورا بمدينة تامنصورت وقريتي قطارة إلى حدود مركز 44 في اتجاه مدينتي أسفي والجديدة، انتشارا واسعا غير مسبوق، حيث زاد من تفاقم هذه الظاهرة عدم وجود أطر وحدات بيطرية تعمل على منع بيع لحوم هذه الذبائح من طرف بعض الجزارين الذين يفوق عددهم 60 جزارا متواجدين بتراب جماعات حربيل والمنابهة وأولاد أدليم، هذه الجماعات التي حطم بعض جزاريها رقما قياسيا في الذبيحة السرية خاصة في أسواقها الأسبوعية خلال أيام الخميس بحربيل والجمعة بقطارة والثلاثاء بأولاد أدليم، في الوقت الذي تبقى دكاكين الجزارة مفتوحة نهارا على طول أيام الأسبوع. وهكذا عند زياراتنا المفاجئة عدة مرات لمجزرة جماعة حربيل القروية، لاحظنا مداومة خمسة جزارين فقط من ستة عشر جزارا بهذه الجماعة على الذبح بهذه المجزرة، حيث أنهم الوحيدون الذين يذبحون بها من مدينة تامنصورت أيام الخميس والسبت و الاثنين في غياب تام لمراقب بيطري مسؤول عن وضع طابع خاص يصنف جودة لحوم المواشي المذبوحة بالمجزرة، في حين هناك تواجد دائم لموظف مسؤول عن استخلاص واجبات الذبح (الصنك) لصالح الجماعة، حيث يسدد له كل جزار 100 درهم عن ذبح بقرة و 15 درهما عن ذبح خروف، كما لاحظنا انعدام السيارة أو الشاحنة الخاصة ذات المكيفات المحافظة على جودة هذه اللحوم عند نقلها من المجزرة إلى دكاكين البيع، الشيء الذي يدفع هؤلاء الجزارين إلى مهاتفة صديق لهم يوجد بمراكش يملك سيارة من هذا النوع كلما دعت الضرورة لحمل اللحوم بواسطتها إلى دكاكين تامنصورت ، مما يتطلب منهم، حسب تصريحاتهم لجريدة الاتحاد الاشتراكي، كل مرة تسليم ما قدره 120 درهما للجزار الواحد مقابل نقل لحم بقرة وثلاثة خرفان، وخلال لقاءات لنا معهم عبروا عن تذمر كبير وحسرة شديدة، مستنكرين الوضع الذي آلت إليه مؤخرا حرفة الجزارة في غياب تام للمسؤولين عن حماية المستهلك ولكل الضوابط القانونية وعقوباتها الرادعة لكل المستهينين من الجزارين بصحة المواطنين بتامنصورت وبسائر دواوير جماعة حربيل والمنابهة وأولاد أدليم، خصوصا وأننا مقبلون على شهر رمضان المبارك، مما أرخى بظلال عواقبه الوخيمة أيضا على الرواج الاقتصادي بالنسبة لحرفة هؤلاء الجزارين وحرمانهم من تسويق اللحوم إلى الفنادق السياحية والأسواق الممتازة والمستشفيات ... ، ضريبة ظلوا يؤدونها منذ أن تقاعد مسؤول بيطري كان بهذه المنطقة بجهة مراكش أسفي خلال شهر أكتوبرسنة 2014، وما زالوا يؤدونها إلى الآن !