عرس القصيدة واللحن الفاتن، ذاك هو الموعد الذي اجتمع حوله عشاق الفن الأصيل من كل مكان بسهرة موازين ? إيقاعات العالم، مساء يوم الأحد 31 ماي 2015، بفضاء منصة الاكتشاف بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. فقد عاشت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي خلاله حدثا استثنائيا غير مسبوق في حياتها الفنية حين قامت بإحياء حفلين في ذات الأمسية تلبية لطب جمهور حاشد ضاق به فضاء المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. لحظات قبل الموعد، لاحت في باحة المعلمة الثقافية الوطنية بشائر ليلة استثنائية في ثالث أيام الدورة الرابعة عشر من مهرجان (موازين)، حيث احتشد جمهور شغوف متوثب للقاء نجمة فضلت في الآونة الأخيرة أن تلوذ بقدر من الظل والصمت في ظرفية سياسية وفنية داعية إلى التأمل، وربما الحيرة، وهي الفنانة المعروفة بحسها الإنساني والقومي النبيل. "لم يحدث .. لم يحدث في تاريخي الفني أن غنيت في حفلتين بذات الأمسية"، هكذا خاطبت وريثة سر كبار الفن اللبناني، جمهورها وهي تشدد على دلالة هذا الموقف الذي يعكس علاقة خاصة مع المغرب، الإنسان والمكان، هي التي تحل ضيفة للمرة الثانية على (موازين) بعد دورة 2010. "أغني معكم اليوم بالرباط ليس بصوتي ولكن أغني بقلبي" تصريح ماجدة الرومي الذي اهتز له الجمهور الحاضر، وبرز ملموسا في التفاعل مع الجمهور خلال ساعتي الحفل المبرمجة. فرح الجمهور أضحى بارزا في الملامح والغناء والحركات والتمايل والرقصات أحيانا.. مع هذا الموعد الذي حج إليه جمهور غفير ملأ جنبات المسرح الوطني عن آخره، تمكنت الفنانة العربية اللبنانية ماجدة الرومي من تقديم أجمل أغاني ريبرتوارها الفني.. هتف الجمهور العريض للمطربة اللبنانية المتألقة ماجدة الرومي طويلا وهي تتحدث بداية الحفل عن حضورها لدورة المهرجان الرابعة عشر، قائلة: "الله يحمي المغرب بلد الحب والسلام والطمأنينة، الله لا يجعل طفل يبكي في هذا البلد وألا تسقط دمعة فيه لأحد". غنت النجمة اللبنانية أجمل أغانيها، وتفاعل الجمهور الحاضر معا بقوة، وقام لها المعجبون مرات وهي تبدع في أداء أغاني أضحت من الخالدات، نظير أغنيتها الناجحة "كلمات كلمات". غنت ماجدة الرومي أغنيات عربية ذات صيت ونجاح، كذلك غنت أغاني مغربية جميلة، فأطربت الجمهور وهي تؤدي أغنية "يابنت بلادي" ثم أغنية "علاش ياغزالي وعلاش يا غزالي". بالمقابل بدت متمكنة وهي تبدع في أداء أغانيها الشهيرة من قبيل: " ما حدا يعبي مطرحك بقلبي " " زدني حبيبي على الهنا خبرني يا حبيبي" و" شوف شوف ياحبيبي واطلع في وشوف" و "حبك يقتلني" و "أحبك جدا جدا"، و"هي منك ما املك" و "يا حبيبي أنا بد تبقى العمر بحدى" و "روح بعيد معي" و "حبك يقتلني" و"يسمعني حين يراقصني كلمات ليست كالكلمات".. وكان بالمناسبة أداء فرقة إيلي العليا عامل نجاح حاسم في عرض فني تجلت خلاله اللمسة الإبداعية لتوزيع موسيقي يضع الإيقاع العربي في قلب الحداثة الفنية، حيث حوارية الآلات تتخذ شكلا سامفونيا متنوع الأصوات، شديد الخصوبة والتناسق، مع تألق ملفت للبيانو والأكورديون ودور ملحوظ للكورال. بينما في الجهة القريبة من منصة الاكتشاف، وعلى ضفاف وادي أبي رقراق، جذب نجما الموسيقى النيجيرية بي سكوير جمهور غفيرا، اعتبر رقما قياسيا في نسبة الحضور بالنسبة لهذه الدورة. غنى التوأم النيجيري أغاني بإيقاعات جميلة راقصة، ضمن أسلوب فني هما الأوائل في تدشينه هو "أر أند بي سوكا". على امتداد ساعات، لم يتوقف النجمان النيجيريان بي سكوير عن الرقص والغناء، في تفاعل كبير مع الحضور.. فاهتز جمهور موازين لأغاني نجمي الحفل الإفريقي المتميز من قبيل: "بيزي بادي 2" و" غيت سكويرد" و" دو مي" و"لاست نايت" و دانجوروس"، فلامس الجمهور عن قرب كون فرقة بي سكوير تستحق أن تأخذ لقب أشهر فرقة إفريقية عبر العالم. وبالمنصة الدولية السويسي، توفق بدوره المغني الأمريكي شون بول في جذب جمهور شبابي غفير، حيث قدم مجموعة أغاني من البوماته الناجحة، وخاصة: " أنبيريال بلاز" و"فول فريكانسي" و"ستايج أون" و"ديوتي روك" و"دي ترينيتي" وتوماهاوك تيشنيك".. واستمر حفل ليلة الأحد مع النجم الأمريكي ذي الأصول الجامكية في الرقص والغناء إلى ساعة متأخرة، متغنيا بالمغرب وشباب المغرب وموسيقى المغرب وجمال المغرب.