الغيوان لم تتوقف في أغانيها عن الجنس الآخر، ها هنا فقط، بل أفردت أغنية جميلة مشهورة في مشوارها الفني وهي أغنية: »جودي برضاك«. قولو ل يامنة تاتي لي تفجي هموم قلبي نبرا قولو ل يامنة تاتي لي نغنم ف لمحاسن نظرة جودي بالرضى جودي لي ضوي يا لكمرة صبغي ظلام ليلي ببهاك يا العدرة أنا يا لبيب وحيلي واليوم رماتني القدرة لِلّه سوي سبيلي ولا ترميني ف قهرة »جيل جيلالة« زميلة »ناس الغيوان«، ستذهب في بعض أغانيها إلى ما هو أبعد من خلال أغاني الملحون، لتعكس، الحرية الحرية الفكرية والجسدية، التي كان يتمتع بها الإنسان المغربي. أكثر من هذا كيف أن حرية التعبير في القرون الغابرة للمجتمع المغربي، كانت مكفولة، ولم يكن هناك من يعترض حرية الإبداع، ولتعكس مجموعة »جيل جيلالة« هذه الصورة، اختارت من تراث الملحون قصيدة" »ناكر الإحسان"«، التي كتبها الشاعر محمد النجار. وهي القصيدة التي فهمت أن صاحبها، يتغنى بالغلام الذي تخلى عنه، نصوغ هنا بعض الأبيات من هذه القصيدة التي أعطت الانطباع بأن الشاعر يتغنى بغلامه: سير أناكر الإحسان ليام تشيط أوراك بالقهر ويبان البرهان فيك آمن خان حبيبو فيك اسْمَحت آخايَبْ الطبع حين اتبعْتِ لامتْ لفزوع ما فيها طيبا ولا انفع اعشرتك يا بَخْس السلوع هنا يذكره كيف أنه لم يعد يريده حينما جفاه واتبع غيره ممن يتسمون بالبخل، ويفتقدون للمروءة ويلعن صحبته. قبل أن يذكره باللحظات التي كان يقضيها معه بالقول: لو كُنت شيهان ارْكَبتك يوم الحر مشتهر قدام الفرسان واليوم لْغيت اركيبو ويلا كنت بستان اغنمنا حسن الياس والزهر وْشفيت بالعيان فجمالك قبل يخيبو تعد هذه القصيدة من أجمل أغاني الملحون. وقد أحجم العديد من منشدي الملحون التعاطي معها، نظراً لجرأتها في غرض الحب والهيام وللحرج الذي قد تسببه، من مقاطعها أيضاً: زدَتي قلبي نيران وانت هايْم ما جبْتْ لي اخبر قلبك حين اشيان ارجع قطران حليبو كي قالوا ناس زمان من دار الشر يموت بالغدر ولّي زاد يبان من دار الخير إصيبو قبلك فاتو شبان مادامت لهم حالة الصغر غبر فلان وفلان كبروا وضحاوا يشيبو يحكى أن شاعر هذه القصيدة محمد النجار، بعد نظمه لها، لم تهطل الأمطار في مراكش مدة طويلة، واعتبر أهل الملحون أن ذلك ناتج عن سخط السماء من عمله هذا، فاجتمعوا فيما بينهم وحكموا عليه بالنفي، حيث غادر مراكش إلى وجهة أخرى، وأغلب المصادر تشير إلى أنه قصد مدينة فاس أو مكناس. رغم أن الشاعر قفل قصيدته بطلب الغفران من الله، إلا أن ذلك لم يشفع له، حيث يقول: لَعْفو بيَد الرحمان نجّاني منك شامخ الوقر نسعاه الغفران لابد يهون صْعيبو لم تكن هذه الأغنية الوحيدة التي تتناول غرض الحب التي أدتها مجموعة »جيل جيلالة«، وإنما هناك أغاني أخرى، كانت تلجأ لها المجموعة للخروج من نمط العنوان الملتصق بها بمعية »ناس الغيوان«، وهو أنهم فقط يغنون عن الهموم والفوارق الاجتماعية والظلم وغيره، من هذه الأغاني رائعة" »انت زيان حالك«": أنت زيان حالك وأنا حالي ازداد حزنو انت في الزهو والفراجا وانا مريض لكناني ولا طبيب داواني أنتِ مسلية في بهجة وأنا غريب في وطاني ولا حنين لمحاني أنت فطيب نومك وأنا نرعى نجوم ديجاني وهي الأغنية التي أنتجت في أواخر السبعينيات ولاقت استحساناً كبيراً، كما أدت المجموعة أغنية »"مزين وصولك«."