كشف دومينيك درويت، رئيس مجموعة هولسيم للإسمنت، أن مبيعات الإسمنت في المغرب ما فتئت تتدهور للعام الثالث على التوالي وذلك بسبب تراجع ملحوظ في عدد أوراش البناء بالمقارنة مع سنتي 2011 و2012 اللتين عرف فيهما الطلب على الإسمنت ذروته ، حيث لامست المبيعات حينئذ عتبة 17 مليون طن قبل أن تتراجع في العام الماضي إلى نحو 14 مليون طن. وقال درويت، خلال لقاء صحفي عقده مؤخرا ببورصة الدارالبيضاء للكشف عن النتائج المالية لمجموعته، إن مبيعات الإسمنت في المغرب تراجعت بنسبة 4.5 في المائة خلال العام الماضي، نتيجة انكماش القطاع العقاري إذ انخفضت وتيرة إطلاق المشاريع العقارية الجديدة بنسبة 8 في المائة مقارنة مع 2013. وللحفاظ على مستوى رقم معاملات الشركة، لجأت إلى الزيادة في أسعار بيع الإسمنت بنحو 2.5 في المائة. ورغم ذلك انخفضت مبيعات الشركة في السوق المغربية بنحو 2 في المائة، فيما انخفضت مبيعاتها من الخرسانة بنسبة 8 في المائة، ومن مبيعات الزلط بنسبة 27 في المائة. وأوضح درويت أن انخفاض مبيعات الإسمنت، كان له انعكاس سلبي على النتائج المالية لمجموعة هولسيم المغرب في 2014، غير أن الشركة تمكنت عبر تصدير الكلينكر (الاسمنت نصف المصنع) إلى إفريقيا، والزيادة في أسعارها بالمغرب، من التخفيف من وطأة انكماش السوق الوطني للإسمنت. وكشف مسؤولو مجموعة «هولسيم المغرب» أن انكماش المبيعات والانخفاضات في السوق الوطنية لم يمنع المجموعة من البحث عن منافذ أخرى لتعويض هذا النقض، حيث تمكنت الشركة من تعديل الكفة لصالحها عبر التصدير إلى موريتانيا والسنغال وساحل العاج وسيراليون. وأشار درويت إلى أن مبيعات الشركة من الكلينكر في إفريقيا تضاعفت ست مرات بين 2013 و2014، وبذلك تمكنت الشركة من زيادة رقم معاملاتها بنسبة 6 في المائة ليبلغ 3.3 ملايير درهم في نهاية 2014. من جهة أخرى عبر رئيس هولسيم المغرب عن قلقه من الوضعية المالية المتأزمة التي يعرفها عدد من المنعشين العقاريين الكبار الذين يعدون من أبرز زبناء المجموعة- في إشارة إلى أليانس والضحى والسعادة والشركة العقارية العامة، وهو ما ينبئ باستمرار انكماش سوق الإسمنت في المغرب، وتوقع درويت انخفاض مبيعات الإسمنت في المغرب بنسبة 2 في المائة خلال العام الحالي. وقال إن الشركة ستواصل توسعها في مجال التصدير، عبر تكثيف نشاطها في الأسواق الافريقية والبحث عن أسواق جديدة، مشيرا إلى أنها تحاول في الآونة الخيرة توسيع صادراتها إلى أمريكا اللاتينية وخاصة السوق الأرجنتيني.