سبق أن عبر مسؤولون عن صناعة وتسويق الإسمنت عن تشاؤمهم تجاه مستقبل القطاع خلال السنة الجارية التي قالوا إن الأداء سيواصل تراجعه خلالها، وهو نفس المنحى المتوقع بالنسبة للعام القادم.. حيث قال دومينيك درويت، رئيس مدير عام شركة هولسيم المغرب، إن الشركة ارتأت التوجه بشكل متزايد لاستهداف الأسواق الافريقية التي تشهد معدلات نمو سريعة، لمواجهة تواصل مسلسل تراجع أداء القطاع على المستوى المحلي. وارتفعت صادرات هولسيم في 2014 نحو افريقيا ستة أضعاف مقارنة مع سنة 2013، حيث بلغت 745 ألف طن، لتتمكن الشركة من رفع حجم معاملاتها الإجمالي بنحو 6 في المئة، إذ بلغ 3.3 مليار درهم، مقابل 3.11 مليار درهم خلال سنة 2013. وعمدت الشركة في سنة 2014 إلى الزيادة في الأسعار بنسبة 2 إلى 3 في المئة، لمواجهة تراجع مبيعاتها التي انخفضت بنحو 50 مليون درهم في 2014، فيما تراجعت مبيعاتها من الخرسانة بنسبة 8 في المئة. وأكد دومينيك، ضمن لقاء صحفي بمقر بورصة الدارالبيضاء لتقديم النتائج السنوية لشركة هولسيم، أن "مؤشرات السوق في المغرب تظل غير مريحة، بالنظر إلى استمرار تراجع مبيعات الإسمنت والتي سجلت خلال العام الماضي تراجعا ملموسا بلغت نسبته 4.5 في المئة، في الوقت الذي تشير فيه توقعاتنا إلى أن سوق الإسمنت سيسير في نفس المنحى الذي يهيمن عليه تراجع المبيعات، حيث يتوقع أن تتراجع في 2015 بنسبة 2 في المئة". ولم يتردد دومينيك درويت، الرئيس التنفيذي للشركة، في التعبير عن قلقه من استمرار تراجع مبيعات الإسمنت في السوق المغربي، واستفحال أزمة السيولة التي تمر منها المجموعات العقارية الكبرى، "التي تشكل محفظة كبار زبناء هولسيم، ويعزز هذا القلق إلى التأثير السلبي المحتمل لهذه الأزمة على أداء الشركة خلال السنة الجارية". ووفق مسؤولي الشركة، العاملة في قطاع صناعة الإسمنت، فإن لديهم مخاوف حقيقية من أن تواجه صعوبات أكبر في تحصيل ديونها المستحقة لفائدتها لدى كبريات شركات البناء والإنعاش العقاري.. وأكد نفس المتحدث أن هناك تغييرات كبيرة ستلحق مجموعة هولسيم بعد منتصف شهر يونيو القادم، تاريخ إنهاء عملية الاندماج بين المجموعتين الأم هولسيم ولافارج. وقال رئيس مدير عام شركة هولسيم المغرب، "بمجرد انتهاء عملية اندماج المجموعتين الأم في أوربا، سيأتي دور باقي الفروع المنتشرة في دول العالم، ومن بينها المغرب، حاليا نحن ولافارج متنافسان في السوق، ولم نبدأ أي مباحثات تهم مستقبل وحدتنا في المغرب، ولا يمكننا الدخول في أي مفاوضات قبل الانتهاء من مسلسل الاندماج على صعيد المقرين المركزيين في أوربا".